طب و صحةمقالات و مجلاّت

مقال – تفاحتان في اليوم لتسهيل الهضم و سلامة القلب

“تفاحة كل يوم تغني عن زيارة الطبيب” حكمة توصل إليها الانجليز قبل 150 عاما، لكن هذه المقولة أكدتها دراسات حول أمراض الزهايمر و القلب. فما سرّ في هذه الثمرة اللذيذة؟ وهل تكفينا تفاحتان في اليوم للوقاية من الأمراض؟

يتصدر التفاح قائمة الفواكه المحبوبة لدى الألمان، فرغم كثرة منافسيه من قبل العديد من الفواكه الغنية بالفيتامينات مثل البرتقال و الكيوي، يبلغ معدل استهلاك الألمان للتفاح حوالي 20 كيلوغراما لكل شخص ما يجعله أحد أكثر الفواكه شعبية في ألمانيا.

للتفاح دور كبير في الوقاية من هذه الأمراض الخطيرة وهذا ما أكدته دراسات أعدتها جامعة كورنيل بنيويورك، حيث خلص الباحثون إلى أن تناول تفاحة في اليوم يقوي الذاكرة ويمنع من الإصابة بالزهايمر، فضلا عن أن الاستهلاك المنتظم للتفاح يحد من تطور الأورام السرطانية.

و اعتمد الباحثون في تجاربهم على فئران مصابة بسرطان الثدي، و اتبعت حمية التفاح لمدة عامين. و توصل الباحثون إلى أن خطر الإصابة بأورام خبيثة انخفض بنسبة تصل إلى حوالي 44 بالمائة، فضلا عن الأورام الموجودة لديهم تقلصت بنسبة تصل إلى 61 بالمائة.

التفاح.. صيدلية طبيعية!

و يعود السبب في ذلك إلى أن التفاح غني بمادة الكيرسيتين، و هو مركب كيماوي نباتي ينتمي إلى عائلة الفلافونيدات المعروفة بقدرتها على تقليل خطر الأكسدة، بطردها للجذور الحرة من الجسم، ما يساعد على التخفيض من شدة الالتهابات في الجسم، فهذه الجذور الحرة مضرة و تعزز الإرهاق في الجسم و يمكن أن تتلف المادة الوراثية الموجودة في الخلايا.

و وفقا لموقع “فوكوس” الألماني فإن تناول التفاح له فوائد صحية على الأمعاء. سواء تم تناول التفاح كعصير أو مهروس أو كقطع، فإن التفاح يعزز عملية الهضم بشكل سليم. هذه النتيجة توصل إليها علماء من مركز للأبحاث الغذائية في جامعة كوبنهاغن التقنية. فلدى اعتماد التفاح كغذاء أساسي لفئران التجربة، وجد العلماء تأثير ايجابيا على البكتيريا المعوية للفئران. و أرجع العلماء سبب ذلك إلى مادة البكتين فالتفاح غني بهذه المادة و هي من الألياف القابلة للذوبان و تعرف بـ”مطهر الأمعاء”، فهي تساعد البكتيريا المعوية على طرد الجراثيم من الجهاز الهضمي.

الطريقة المثلى لإفراغ الأمعاء من خلال “قضاء الحاجة”



هل تكفي تفاحة واحدة في اليوم للوقاية من الأمراض؟

و إلى جانب أهمية البكتين في تعزيز عملية الهضم، يمكن للبكتين تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، ما يساعد على الوقاية من أمراض القلب و الأوعية الدموية، وهو ما توصله باحثون أمريكيون من جامعة “فلوريدا ستيت” إذ أجرى الباحثون الدراسة على حوالي 160 سيدة تتراوح أعمارهن بين 45 و65 عاما و تناولن التفاح لمدة تزيد على ستة أشهر.

و أثبتت الدراسة تراجع نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) في الجسم، الذي يُعرف أيضاً باسم الكوليسترول “السيّئ” بنسبة 23 بالمئة، كما انخفضت نسب بيروكسيد الهيدروجين الدهني وب روتين سي التفاعلي بالجسم، مقارنة بالمعدلات التي كانت سائدة في بداية الدراسة.

و فسر الباحثون ذلك بأن البكتين يرتبط بالأحماض الصفراوية الموجودة في الكبد، ما يدفع الكبد إلى إنتاج المزيد من الأحماض الصفراوية، و التي تساعد على تخليص الجسم من الكوليسترول السيء.

لاشك أن التفاح صحي جدا، أما الكمية التي يجب تناوله للوقاية من السرطان أو ارتفاع الكوليسترول في الدم، فتوصي جميعة التغذية الألمانية بضرورة تناول الفواكه والخضروات خمس مرات في اليوم، ومن الأفضل تناول التفاح مرة أو مرتين في اليوم. و هو ما يؤكده الطبيب توما شيتزلر أخصائي الطب العام و عضو في رابطة الأطباء الألمانية لموقع “فوكوس” الألماني، و يضيف شيتزلر بالقول “للاستفادة بشكل كامل من المواد المغذية في التفاح يجب تناوله أكثر من مرة في اليوم”.

و يوافق خبير التغذية ماينراد ليندشينغر الطبيب شيتزلر في رأيه مشيرا إلى أنه من الأفضل تناول التفاح بقشرته ويضيف بقوله “70 بالمائة من المواد المغذية في التفاح موجودة تحت القشرة” حسبمار ورد في موقع”هايلبراكسين” والمعني بالشؤون الصحية.

مقال – 8 فواكه نستفيد من قشورها !


المصدر :

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى