طب و صحةمقالات و مجلاّت

مقال – الفوسفات .. خطر مغلف في الأغذية الجاهزة

مادة الفوسفات المصنعة تضاف إلى كثير من أنواع الأغذية الجاهزة و المجمدة، ومن المعروف أن الفوسفات مضر للمصابين بأمراض الكلى، لكن الأطباء يحذرون حتى الأصحاء. فما هي أضرار الفوسفات في الطعام؟

يجهل الكثيرون مخاطر الفوسفات الذي يضاف إلى كثير من أنواع الوجبات السريعة والأغذية المحفوظة والمجمدة، مثل البيتزا الجاهزة والجبنة التي لا تحفظ في ثلاجات و المشروبات الغازية و حتى في بعض أغذية الأطفال. وللفوسفات عدة استخدامات، فهو يساعد في حفظ الأغذية أو إكسابها طعماً، كما يساعد في إعطاء منتجات الألبان قواماً أفضل، و يساعد في حفظ لون الكولا أو منع الحليب المجفف من التثاقل.

ومن المعروف منذ وقت بأن الفوسفات مضر بالنسبة للمصابين بمرض الكلى، لكن دراسة حديثة تحذر من الفوسفات المضاف والذي يسبب ارتفاع نسبة الفوسفات في الدم حتى لدى الأصحاء، و يزيد بالتالي من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. ويقول د. ماتياس ريدل، خبير التغذية في هذا السياق: “المذهل في البيانات الجديدة هو أن الفوسفات الذي يمتصه الجسم بالتغذية يمكن أن يترك آثارا ضارة على الأصحاء، و على أولئك الأكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين على حد سواء”.

مقال – حصى الكلى.. أعراضها وطرق علاجها


و لا يتعلق الأمر بالفوسفات الطبيعي المتوفر في العديد من المواد الغذائية، مثل اللحوم والبقوليات و المكسرات، و الذي يستطيع الجسم التعامل معه بسهولة. فمعدن الفوسفور يلعب مع الكالسيوم دوراً هاماً في استقلاب العظام، ويساعد في تخزين الطاقة في الخلايا و تحقيق التوازن الحمضي القاعدي، و طريقة تعامل الجسم معه تختلف بحسب شكله.

في الأطعمة الغنية بالبروتين الطبيعي مثل منتجات الألبان، يمتص الجسم فقط نصف كمية الفوسفات، بينما الفوسفات الموجود في البقوليات والحبوب فهو موجود في شكل حمض الفيتيك والتي بالكاد يمتصه الجسم، ولذلك فالفوسفات الطبيعي غير ضار. ويوضح بروفيسور مارتن كولمان، طبيب الأمراض الباطنية الأمر قائلاً: “يقوم الجسم بامتصاص ستين في المائة فقط من الفوسفات الطبيعي، بينما يمتص الفوسفات المضاف سريعاً بشكل كامل تقريباً.

هذا الفائض من الفوسفات الذي يبقى في الدم يعمل على تغيير الجدران الداخلية للأوعية الدموية و يزيد بالتالي من احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، كما أنه يزيد أيضا من خطر ترقق العظام التي تصبح هشة بعد ذوبان الكالسيوم فيها. ويضيف ريدل: “نحن نعرف أنه يسرع من شيخوخة الجلد و العضلات التي نعاني منها بعد سن الثلاثين، كما يزيد من إمكانية الإصابة بتصلب الشرايين وبالتالي قد يتسبب بزيادة معدلات الوفاة بشكل كبير”.

https://arabsciences.com/2016/04/09/%D8%A3%D8%B7%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D9%88%D8%AE%D8%A9/
المصدر :

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى