علوم وتكنولوجيامقتطفات

مقتطف -ألمانية من أصول مغربية تصمم تقويم رمضاني:”إفطار لندر”

في البداية هناك رسالة ما ثم بعض الحلوى، إنه “تقويم رمضان” الذي تريد صاحبته أن يكون واحدا من طقوس رمضان، وتأمل أن تساهم الفكرة في التشجيع على التعايش في ألمانيا. فكرة التقويم الجديد مقتبسة من فكرة تقويم أعياد الميلاد.

المفاجأة ستكون عند الإفطار، فعلى غرار تقويم أعياد الميلاد، يفتح الصائم كل يوم بابا صغيرا من الأبواب الثلاثين التي يحتوي عليها التقويم، الذي صممته الكاتبة المغربية- الألمانية ناديا دوكالي المتخصصة في كتابة قصص للأطفال واليافعين. فعندما يفتح الصائم باب المكعب على التقويم فإنه يجد خلفه قطعة حلوى كما في تقويم أعياد الميلاد. ويهدف التقويم إلى تعريف الأطفال برمضان وتسليتهم ومن ثم مكافأتهم عند الإفطار بقطعة حلوى مخبأة خلف الباب الصغير.

وتعلق صاحبة تقويم رمضان على فكرتها بالقول إن “المرء يحتاج للصبر خلال شهر رمضان” وله طقوسه الخاصة. والتقويم الجديد يفتح ويغلق مثل الكتاب وعلى كل باب توجد كلمة مثل “صبر” على باب اليوم الأول، وحين يفتح الطفل الباب فإنه يجد قطعة شكولاتة وتمرة مخبأة وراءه، تقول دوكالي التي أطلقت على تقويمها اسم “إفطار لندر”

وكل رسالة تبعث بها دوكالي عبر تقويمها ترافق الصائم خلال يومه، وهي تهدف من وراء كلمات مثل “السلام”، “الصبر”، “الإيمان”، “المعرفة” الخ الرسائل التي تبعث بها من خلال التقويم، إلى التشجيع على التعايش والحوار بين أتباع مختلف الديانات في ألمانيا. وتقول إن كلمتي “الإيمان” و “المعرفة” تناسب تماما اليوم الخامس من رمضان، الذي يعد وحسب خبرتها، أصعب أيام الشهر، فبدون الإيمان والثقة بالنفس لا يمكن متابعة صوم الشهر حتى نهايته، حسب تعبيرها، وتضيف “يريد الله أن نعثر على أنفسنا”.

وقد لاقت فكرة تقويم رمضان الترحيب من قبل رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، الذي قال في حوار مع DW”إنها فكرة محببة وجيدة جدا ونرى أنها شيء إضافي مفيد للمسلمين في رمضان”.

كذلك لاقت فكرة التقويم الجديد الترحيب والاهتمام من قبل مستخدمين كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، بل وحتى من ألمان غير مسلمين أيضا. وترى صاحبة التقويم ناديا دوكالي، أنه يجب أن نتحاور مع بعضنا ونبني جسورا بين الديانات.

لكن رغم الترحيب والثناء على التقويم، هناك من انتقد الفكرة أيضا، لأنه تم اقتباسها ونسخها من تقويم مسيحي “تقويم أعياد الميلاد”. لكن دوكالي ترد على ذلك بأنه دائما هناك من يعترض وينتقد الأشياء الجديدة والاقتباسات والأفكار المستمدة من ثقافات أخرى.

فكرة تقويم أعياد الميلاد لم تلهم الكاتبة دوكالي فقط، وإنما كانت الفكرة قد اقتبست في معرض أقيم بمتحف مدينة توبينغن بجنوب غربي ألمانيا عن الأديان والمعتقدات تحت عنوان: التعرف على المعتقدات عن طريق اللعب. الأديان في غرفة الأطفال.

كما أن الفكرة تم اقتباسها في ألمانيا الشرقية سابقا التي كان يحكمها الحزب الشيوعي، رغم أن تقويم أعياد الميلاد تعود فكرته إلى ما قبل نحو قرنين من الزمن وهي فكرة دينية مسيحية بالأساس. والتقويم الخاص بأعياد الميلاد المسحية مقسم إلى 31 قسما بعدد أيام شهر كانون الأول/ ديسمبر، وكل قسم مغلق، ويفتح الأطفال كل يوم بابا ليجدون قطعة حلوى في كل يوم من بداية الشهر حتى ليلة رأس السنة.

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى