مقال – تعرّف على الإكتئاب الشتوي و طرق علاجه
بعض الأشخاص ينتظرون الشتاء على أحر من الجمر و بعضهم يصابون بالإكتئاب الشتوي. يعد الإكتئاب الشتوي من الأمراض التي تظهر في فصل الشتاء و تختفي مع بداية الربيع.
أعراض الإكتئاب الشتوي
مع قدوم فصل الشتاء، يشعر كثير من الناس بهبوط مفاجئ في المزاج، تعب مستمر، نقص في الطاقة، الحاجة الى النوم المفرط و الشهية المفرطة، و انخفاض في الاداء العام و الاجتماعي و الرغبة الشديدة في النوم و في تناول الطعام و بالذات السكريات و النشويات، ولذا يلاحظ زيادة في الوزن. هذه الاعراض شائعة و لا تسبب القلق، فمن المحتمل ان يكون الإكتئاب الموسمي، المعروف ايضا باسم إكتئاب الشتاء (S.A.D. – Seasonal Affective Disorder) هو مسببها.
و بحسب رأي خبراء الأمراض النفسية فإن معالجة هذه الأعراض ليس ضروريا، إلا إذا استمر الشعور بهذه الأعراض لفترات طويلة، فهنا ينصح الخبراء بضرورة استشارة الطبيب.
تشخيص الإكتئاب الشتوي
لا يعد تشخيص الإكتئاب الشتوي أمرا سهلا. و ترجع صعوبة التشخيص إلى ضرورة تمييز أعراض الإكتئاب المعتاد و الذي غالبا ما يبدأ بفقدان الشهية و الأرق.
و يرى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM5) أن هناك أمورا عدة لابد أن تؤخذ في الحسبان عند التشخيص بالاكتئاب الموسمي لعل منها :
- أن تكون الشكوى من الاكتئاب و أعراض أخرى لمدة سنتين متتاليتين على الأقل خلال نفس الموسم من كل سنة.
- أن تكون فترات الاكتئاب متبوعة بفترات بدون اكتئاب.
- و انتفاء أو غياب وجود أسباب أخرى لتقلبات المزاجية و السلوكية.
و تبلغ نسبة الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب الشتوي في أوروبا حوالي 9 بالمائة و تختلف أعراضه من شخص لآخر. و هو مرض يكثر انتشاره في الدول الاسكندنافية و ألمانيا بينما ينخفض في البلدان المطلة على البحرالأبيض المتوسط .
فيما يلي بعض النصائح و طرق علاج الاكتئاب الشتوي :
القيام بنشاط رياضي متكرر
أحد التفسيرات لظهور الإكتئاب في فصل الشتاء هو التغيرات الهورمونية في الجسم، بما في ذلك انخفاض مستوى السيروتونين الذي يسبب الاكتئاب. القيام بنشاط رياضي يزيد من مستوى السيروتونين، و بالتالي يستخدم بمثابة مضاد طبيعي للاكتئاب. كما يُنصح بممارسة الرياضة في الأوقات التي تشرق فيها الشمس شتاءً.
العلاج الضوئي
و هو يشكل العلاج الرئيسي لمعظم المرضى حيث ينصح المرضى بالتعرض لضوء الشمس بكميات كبيرة يوميا. حيث تساعد أشعة الشمس في موازنة التغيرات الهورمونية التي تسبب الإكتئاب، و تساعد على رفع مستوى الطاقة و النشاط. عند عدم توفر امكانية التعرض لاشعة الشمس، او في الايام الماطرة يمكن استخدام اضاءة اصطناعية، مثل اضاءة الفلورسنت، كبديل
و يمضي العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشتوي قرابة ثلاثين دقيقة أو أكثر يوميا يجلسون خلالها تحت مصباح نور قوي ليتمكنوا من التغلب على حالة الاكتئاب.
للحالات التي لا تشرق لديهم الشمس إما كلياً أو لفترات بسيطة ينصح بتعريض المريض لضوء معين يحاكي و يشبه ضوء الفجر لفترات ثابتة يومياً.
العلاج بالادوية
في الحالات التي تفشل فيها محاولات زيادة السيروتونين بشكل طبيعي، يجب مراجعة الطبيب الذي يمكن أن يساعد في العلاج بالادوية، اذ أن الإكتئاب يحدث نتيجة لانخفاض مستوى السيروتونين. و في هذه الحالة يوصى بأن تتم المعالجة بواسطة الادوية التي تساعد في رفع مستوى السيروتونين، مثل سيبراليكس (Cipralex) و فينلافاكسين (venlafaxine).
تعطى مضادات الاكتئاب لوحدها أو جنبا إلى جنب مع العلاج الضوئي، و هذه الأدوية تؤثر على النواقل العصبية الدماغية مؤدية لتحسين المزاج و من تلك الأدوية : المثبطات الانتقائية لإعادة أخذ السيروتيد، و كذلك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات و غير ذلك من الأدوية.
و يقوم الطبيب النفسي بشرح كل ما يتعلق بالمرض و العوامل التي تساعد على حدوثه، و تلك التي تخفف منه، و كما يقال فإن نصف العلاج معرفة السبب، و ينصح العديد من الخبراء بتغيير النظام الغذائي وزيادة التمارين الرياضية للتغلب على المشكلة.
الحفاظ على نظام غذائي صحي و متوازن
يوصى بتناول اطعمة مركبة من الكربوهيدرات المعقدة، بحيث تكون عملية الهضم طويلة و يحافظ الجسم على نسبة السكر في الدم و على نسبة السيروتونين في حالة مستقرة لفترة طويلة.
الاختلاط بالآخرين
على الرغم من نقص الطاقة الذي يميز اكتئاب الشتاء، يوصى بالاختلاط مع الناس و عدم البقاء وحيدا.
العلاج السلوكي
يستجيب الناس بشكل مختلف لتبدل فصول السنة، و أحيانا يمكن التغلب على إكتئاب فصل الشتاء من خلال تعلم طرق سلوكية جديدة. من خلال العلاج السلوكي، يمكن تعلم تطبيق و استيعاب طرق سلوكية جديدة و ايجابية تتلاءم مع الواقع المتغير.