الحيوانات و الحياة البريّةغرائب و عجائب

مقتطف – عجائب المخلوقات : الكنغر

الكنغر مخلوق متميز عن باقي المخلوقات بطريقة الإنجاب و التكاثر.

تنتمي الكناغر التي تعيش على القارة الأسترالية إلى “الثدييات الجرابية” إذ تملك رحمين اثنتين، و دورة تناسلية تُدار بالهورمونات بطريقة مختلفة عن الثديات الحقيقية (رَحِمًا واحدة). و قد تجلى ربنا بأسمائه الحسنى المتنوعة علينا، فأحدث في سجل الثديات تغييرات طفيفة تخضع لها في مراحل التكاثر والنمو، وبذلك يظهر بأنه وحده صاحب القوة و القدرة المطلقة، يخلق ما يشاء و كيف يشاء، يخفي في كل مخلوق من خلقه من البدائع ما لا يمكن إدراكها إلا بالتفكر و التدبر.

الولادة قبل النمو

تضع الكناغر صغارها عند بداية التكوين الجيني و قبل نموّ أرجلها الخلفية وأعينها وذيولها، ويتراوح طول الواحدة منها ما بين 5-15مم. ولو حصل هذا الأمر عند الثديات المشيمية لَسقط الجنين ومات. يولد الصغير دون إتمام نموه، سرعان ما يتعلق بشعر بطن أمه ويزحف عليه بذراعيه القويتين، ثم يدخل الجراب من دون أية مساعدة ليصل إلى حلمات الحليب الأربعة الموجودة فيه، فيتمسك الصغير ألذي لم تُخلق عيونه بعدُ بحلمة منها بقوة… هذا و يكون الجراب قد جُهِّز من قِبل الرحمن الرحيم، بشكل يلبي كل ما يحتاجه هذا الصغير العاجز من غذاء و ماء.

تتوزع الكناغر إلى 45-50 فصيلة. فالكناغر الصغيرة تسمى بـ”الكنغر الفأر”، و الكناغر المتوسطة الحجم بـ”الولب”، و الكناغر الكبيرة بـ”الرمادي” وهذا الكنغر في الفيديو من المنتسبين إلى الفصيلة الأخيرة. يظل الصغار داخل جواربها أو جيوبها تأكل و تنام مدة تتراوح ما بين 150-320 يومًا تبعًا لأحجامها، و بعد هذه الفترة -حين يكمل نموها – يسمح لها بالخروج من الجيب لتتنزه لفترات قصيرة.

الكناغر الكبيرة تمنع صغارها من العودة إلى الجيب مرة أخرى، وهذا لا يعني أننا تتخلى عنها بالمرة، بل تسمح لها بإدخال رؤوسها للرضاعة فقط، و تفعل ذلك حتى تتعلم صغارها الاعتماد على أنفسهم في الحياة، و حتى يتم إعداد الجيب للمولود الجديد. و لعلكم تتساءلون في عجب: حملٌ في فترة الرضاع؟! أمرٌ تحار له العقول أليس كذلك؟

تعاقب الحمل

إن رَحِم الكنغر تستعيد نشاطها بعد الولادة بأيام قليلة، فتعيش حالة الطمث من جديد، لذلك تكون الكنغر مستعدة للحمل من جديد في أيام قلائل بعد الولادة! وإن لم يكن الصغير قد بلغ مرحلة الخروج من الجيب، فإن الجنين يبقى – بتوليف رباني قدير – على شكل بيضة حديثة العهد باللقاح. وهذا “السُّبات الجنيني” الذي ينتظر فيه الجنين اكتمال نمو أخيه في الجيب، يتم بنظام هرموني فريد بأمر من الرحمن الرحيم.

وعندما يكتمل نمو الكنغر الصغير و يخرج من الجيب بعد شهر تقريبًا، تفيق البيضة من سباتها لتعشش على جدار رحم الأم وتستهل نموها وانقساماتها، و قبل الولادة بيوم أو بيومين، يكون صغيرنا السابق قد استعد لمغادرة الجيب. يلد المولود الجديد قبل اكتمال نموه أيضًا، و يزحف نحو الجيب بتوجيه فطري إلهي متمسكًا بشعر بطن أمه، و يلتزم حلمة حليب مناسبة له كما فعل كبيره المولود الأول.

أم واحدة و تعددية في نوعية الحليب

يلتزم المولود الجديد أحد ثديي الأم بتقدير إلهي عجيب، لأن الثدي الآخر يدرّ حليبًا صالحًا للمولود السابق غير الصالح للمولود الجديد. ولا يسمح بعدها للصغير النامي بالدخول إلى الجيب خوفًا من إضرار المولود الجديد، بل يسمح له فقط أن يُدخل رأسه ليحتسي الحليب من الثدي الصالح له. وvهكذا تعيش أنثى الكنغر هذه الأحوال الثلاثة في آن واحد، ففي الوقت الذي يرضع فيه الكنغر الصغير الذي خرج للتوّ من الجيب؛ تُرضِع الوافد الجديد إلى الجيب وتحافظ عليه حتى يكتمل نموه، و لعله كان في رحمها بيضة ملقحة في سبات تنتظر دورها في النمو.

تتغير نوعية الحليب بما يناسب نمو الصغار الثلاثة، كلٌّ ينال غذاءه الصالح له من أم واحدة ومن حلمة مخصصة له دون التعرض إلى حلمة آخرى، وذلك لعدم صلاحية حليبها له! و هل يمكن أن تكون هذه الشفقة والرحمة، إلا من الرحمن ذي الرحمة المطلقة البصير العالم القدير.

تستمر فترة الحمل عند الكناغر الكبيرة ،4 أو 5 أسابيع. أما الولادة فتكون سهلة دون ألام ثقيلة، لأنها تضع الأجنة صغيرة قبل اكتمال نموها.

تترشح إناث الكناغر الكبيرة للأمومة في العام الثاني والثالث من عمرها، وتظل تلد مدة تتراوح ما بين 8-12 عامًا.

مشغّل الفيديو الإفتراضي لا يعمل ؟

يمكنك المشاهدة عن طريق واحد من المشغّلين الإحتياطيين في أسفل الصفحة.

رابط تحميل مباشر

مشغّل الفيديو الإحتياطي 1 .

المصدر :

kngr

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى