طب و صحةمقالات و مجلاّت

مقال – لعبة مومو تدمر صحة الطفل النفسية وقد تقوده للانتحار

تتوالى التحذيرات من لعبة “مومو” والتي تؤثر على صحة الأطفال النفسية وتشكل خطرا عليهم، وقد تؤدي إلى وصولهم للانتحار. ولكن ما هي الطريقة التي تسيطر بها اللعبة على عقول ضحاياها حتى توصلهم إلى الانتحار؟

قد يعجبك أيضا .. مقال – لماذا يجب إبعاد الأطفال عن الشاشات التي تعمل باللمس؟

مقال – لماذا يجب إبعاد الأطفال عن الشاشات التي تعمل باللمس؟

“مرحبا أنا مومو.. أعرف كل شيء عنك. هل تود تكملة اللعبة معي؟ إذا لم تلتزم بتعليماتي سأجعلك تختفي عن الكوكب دون أن تترك أثراً”.

هكذا يبدأ “التحدي الفيروسي” مع فتاة ذات عيون منتفخة واسعة بلا جفون و شعر أسود، و هي مستوحاة من عمل فنان الدمى اليابانية ميدوري هاياشي. تُطل “مومو” على الأطفال والمراهقين عبر فيسبوك، و في الغالب عبر واتساب.

التحدي دفع شابا في الهند إلى الانتحار، كما تسببت اللعبة بانتحار اثنين في كولومبيا يتراوح عمرهما بين 12 و16 عاما. كما تحقق السلطات الأرجنتينية الآن في حالة انتحار لطفلة بعمر 12 عاما، مُرجح أنها أقدمت على ذلك بطلب من “مومو”.

وفق ما ذكرت وحدة التحقيق بالجرائم الإلكترونية في المكسيك التي بدأت منها “مومو”، فإن “اللعبة الانتحارية” انطلقت من فيسبوك، بعد أن تحدى شخص مجهول أعضاء إحدى المجموعات بالتواصل مع رقم غريب على واتساب.

بعدها تكاثرت الأرقام، و أغلبها من اليابان، وتم تداولها بشكل “فيروسي”. و قد أكد رودريغو نيجم من منظمة “سافرنت” Safernet البرازيلية أن اللعبة “طُعم” يستخدمه مجرمون لسرقة بيانات الناس على الإنترنت  و ابتزازهم بها.

و بعد الموافقة على بدء اللعبة عبر واتساب، يتلقى الطفل على الفور إجابة من “مومو” كما يمكنه أن ينتظر لأيام، و تستعمل الفتاة المرعبة صورتها و تُحدث الضحية باللغة التي يفهمها.

من الشروط التي تفرضها “مومو” على مستخدميها عدم تكرار الإجابة ذاتها أو الإجابة عن سؤال طُرح من قبل. أما في حالة عدم الالتزام بهذه الشروط، فيتم تهديده بإخفائه عن كوكب الأرض.

بمجرد الضغط على صورتها و بدء الحديث معها، تخترق “مومو” هواتف الأطفال و المراهقين. و هكذا تطلع على كل الصور و مقاطع الفيديو و أرقام التواصل التي تجمعها من ملفاتهم الخاصة. و توهمهم بأنها تعرف كل شيء يخصهم بالتفصيل الدقيق، و تبتزهم لتلبية أوامرها و إلا تُلقي تعويذة شريرة عليهم إذا لم يلتزموا بتعليماتها، كما تهددهم بأن “تخفيهم من الوجود”.

مثل لعبة الحوت الأزرق قد تمثل مومو يمثل نموذجا على التنمر الإلكتروني الذي كان قد تسبب بالفعل بحالات انتحار

ابتزاز

حسب تصريح خبير الميديا والمعلومات مصطفى أبو حمزة، فإن “مومو” تتبع نفس أسلوب لعبة الحوت الأزرق، و هي ليست تطبيقا يتم تنزيله، فاللعبة قائمة على “ابتزاز المستخدمين إذ يتم إجبارهم على تنفيذ المطلوب خوفا من الفضيحة”.

و مثل لعبة “الحوت الأزرق” قد تمثل “مومو”  نموذجا على التنمر الإلكتروني الذي كان قد تسبب بالفعل في حالات انتحار سابقة، و قد تعمل عبر ثلاث أفكار تنمّي نفسها بدماغ الطفل هذه الأفكار هي:

  1. “أنا وحيد” إذ يشعر الشخص بانعزال تام عن العالم من حوله،
  2. والثانية “أنا عبء” و هو شعور الشخص بأنه حمل ثقيل على من هم حوله. و غالبا ما تجتمعان بالحالات القاسية من مرض الإكتئاب بشكل أكثر وضوحا،
  3. أما الثالثة فهي “أنا غير خائف من الموت” و يطورها الشخص الذي تعرض بالفعل لحالات سابقة من العنف الشديد.

و أيضا ..  مقال – العقاب لا يفيد.. تعرف على طريقة التربية الحديثة

https://arabsciences.com/2016/08/28/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D8%A9/

يُذكر أن الجهات الأمنية المسؤولة عن محاربة الجرائم الالكترونية حول العالم تعمل على تحذير الآباء لحماية أطفالهم من الخطر الذي تشكله هذه اللعبة على حياتهم.

و قد نصحت منصة “كليك سايف” برفض الاجابات الصادرة من هذه اللعبة، و مسح جميع الرسائل الصادرة عنها، بالإضافة إلى التكلم مع الأطفال بصورة مبسطة عن محتوى هذه الرسائل لكي يتجنبوا توجيه هذه الرسائل لأصدقائهم و معارفهم.

معالجة خوف الأطفال

أما معالجة خوف الأطفال، فتكون بأن يتعامل الوالدان مع الأمر بصورة جدية و عدم إهماله، حسب المنصة نفسها التي نصحت أيضا بالتوضيح للأطفال أن عدم الاستجابة لطلبات “مومو” لن يُحدث لهم أي مكروه.

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى