برامج متفرّقة من DW (عربية)ثقافات

مستوطنون في تشيلي

النزاع على الأراضي بين المستوطنين الأوروبيين والسكان الأصليين في تشيلي قاتل. لا يكاد يمر يوم في إقليم أروكانيا التشيلية من دون هجوم السكان الأصليين على المستوطنين.

في ليلة الرابع من شهر يناير عام 2013، قامت مجموعة من هنود شعب مابوتشي بغزو مزرعة الزوجين السويسريين لوكسنجر ـــ ماكاي. كان هناك تبادل لإطلاق النار، واحترق البيت، ولقي الزوجان مصرعهما بسبب الحريق.

يتعرض إقليم أروكانيا التشيلي مراراً وتكراراً إلى هجمات تتسبب في حرق الحقول وتخريب الجرارات والحصادات، فضلاً عن الهجمات على الغابات وحرق المزارع، ما يجعل الوضع في الإقليم الواقع في جنوب تشيلي لا يهدأ أبداً؛ والعنف يتزايد بدل أن يتراجع. هذه الحرب الصغيرة تحدث دون أن يلاحظها أحد من الرأي العام العالمي. النزاع جزء من نضال شعب مابوتشي من أجل الحرية.

في القرن التاسع عشر جذبت الدولة التشيلية مستوطنين أوروبيين إلى العالم الجديد، و أهدتهم أربعين هكتارا من الأراضي ومنحتهم قروضاً لبناء وجودهم الجديد. حينها جاء 22 ألف شخص سويسري ومعهم ألمان وإيطاليون وإنجليز، هربوا من الفقر على أمل العثور على حياة رغيدة هناك. كثير منهم نجح في تحقيق ذلك، وأصبحوا أصحاب أراض فخورين. لكن الأراضي التي وزعتها الدولة عليهم بسخاء لم تكن في الواقع ملكها. فالدولة الفتية حينها كانت قد غزت المناطق الجنوبية من تشيلي الحالية في منتصف القرن التاسع عشر، في عملية ما زال التاريخ الرسمي يُسميها “إحلال سلام”، والتي لم تكن أكثر من عملية قمع وحشي للسكان الأصليين. استحوذت الدولة التشيلية على تسعين بالمئة من أراضي السكان شبه الرحل واحتجزتهم في محميات خاصة، لتفقد البلاد بذلك ثقافتهم ونمط حياتهم. ويتم تشغيلهم من قبل المستوطنين كعمالة رخيصة في الحقول والبيوت. اليوم عاد الظلم التاريخي للظهور من جديد..

قد يعجبك أيضا .. خطر ترحيل اللاجئين في ألمانيا

خطر ترحيل اللاجئين في ألمانيا

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى