طب و صحة

لماذا نبكي عندما نشعر بالسعادة ؟

دموع الفرح

البكاء و ذرف الدموع وقت الحزن و الشعور بالكأبة يعد أمرا طبيعيا، لكن نصادف كثيرا حالات مختلفة، يبكي فيها الفرد أو يشعر برغبة عارمة بالبكاء بالرغم من كونه سعيداَ، ما السبب في ذلك، وهل هناك تفسير علمي؟

دراسة ظاهرة “دموع الفرح”، ظاهرة فريدة من نوعها، ذلك أن الإنسان يقوم بعمل شيء يناقض ما يشعر به، لذلك يهتم باحثون في علم النفس في دراسة هذا الأمر، و محاولة فهمه.

ممَ تتكون الدمعة؟

المكون الرئيسي للدموع هو الماء، كما تحتوي الدمعة على البروتينات والإنزيمات والمواد التي تحتوي على النيتروجين. أما الملح فيكون نحو 9 بالمائة من الدمعة، و هذا هو سر طعمها المالح أيضاً. لكن هذه التركيبة تختلف باختلاف السبب الذي ذُرفت من أجله هذا الدموع : الحزن أو آلام الحب وما يرافقه من وجع في الفؤاد أو السعادة.

لماذا نبكي عندما نشعر بالسعادة أو الحزن؟

الطبيبة أوريانا آراغون Oriana Aragon من جامعة بيل الأمريكية، صرحت لموقع “فيلت” الألماني الإلكتروني، إنها تهتم بما يسمى بـ”التعابير المزدوجة”، و التي تقصد بها تلك التعبير عن المشاعر الإيجابية بطرق “محجوزة” للمشاعر السلبية، و التي تعتبر “دموع الفرح” أبرزها.

قد يعجبك أيضا .. مقال – لماذا ينام البعض بأعين نصف مفتوحة؟

مقال – لماذا ينام البعض بأعين نصف مفتوحة؟

و توضح دراسة قامت بها آراغون حول هذا الموضوع أن الإنسان يظهر هذه “التعابير المزدوجة” عندما تطغى عليه المشاعر – إيجابية كانت أم سلبية. وبعد نشر دراستها في مجلة “سيوكولوجيكال ساينس” الدورية الأمريكية، تضيف أوريانا آراغون أن عينة التجربة أظهرت أن بإمكانها السيطرة على مشاعرها بشكل أسرع عندما تدخل في مرحلة “التعابير المزدوجة”.

Aragón, O.R. “Tears of joy” and “tears and joy?” personal accounts of dimorphous and mixed expressions of emotion. Motiv Emot 41, 370–392 (2017).
https://doi.org/10.1007/s11031-017-9606-x

و تستنتج الطبيبة النفسية من دراستها بأن “دموع الفرح”، على سبيل المثال، هي آلية لاشعورية يقوم الجسم باللجوء إليها في حالات الفرح أو السعادة المفرطة، و ذلك من أجل إعادة التوازن إلى الحالة النفسية و الشعورية للإنسان، و ذلك من خلال تحفيز رد الفعل المضاد للسعادة، و هو، في هذه الحالة، ذرف الدموع.

نفس الشيء ينطبق على رؤية الأطفال الصغار و الرضّع، و الذين يعتبرهم الإنسان ظريفين لدرجة أنه يريد “عضّهم” أو “أكلهم”، و هو رد فعل – بحسب دراسة الباحث آراغون – يعكس بالضبط المشاعر المضادة للحب و المودة، أي العض والمهاجمة!

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى