الفضاءمركز محمد بن راشد للفضاء

نظرة على الأرض من الفضاء : كيف تساعدنا الصور الفضائية عالية الوضوح في حماية الأرض؟

باتت دولة الإمارات شريكاً رئيسياً في جهود رصد الأرض على المستوى العالمي، حيث نالت حديثاً عضوية “مجموعة مراقبة الأرض، و هي مجموعة تأسست في العام 2005 و تضم عدداً من المؤسسات والجهات الدولية المعنية بالتوعية بدور بيانات مراقبة الأرض في خدمة البشرية.

تستخدم الدول الأعضاء في هذه المجموعة أدوات مختلفة لمراقبة وجمع البيانات الخاصة بالأرض، من بينها العوامات البحرية، ومحطات ومناطيد الرصد الجوي، و محطات قياس الزلازل وتحديد المواقع، وأقمار الاستشعار عن بعد، ونماذج التنبؤ المحوّسبة، وأنظمة الإنذار المبكر.

توفر دولة الإمارات، انطلاقاً من دورها الفعّال في المجموعة، صوراً فضائية عالية الدقة للأرض باستخدام القمرين الصناعيين “دبي سات-1″ و”دبي سات-2”. يعتبر “دبي سات-1” أول قمر صناعي للاستشعار عن بُعد تطلقه دولة الإمارات لتوفير صور عالية الدقة و الوضوح تُستخدم في مشاريع تطوير البنية التحتية و أعمال التخطيط العمراني و رصد و حماية البيئة، بينما أطلق “دبي سات-2” في العام 2013، ويوفر صوراً إلكترونية يمكن استخدامها تجارياً، و يمكنه تطبيق تقنيات جديدة لم تستخدم في “دبي سات-1”.

تستخدم الأجهزة المختلفة في دول المجموعة لقياس و رصد جوانب محددة من الأنظمة الفيزيائية والكيميائية و البيولوجية للأرض، حيث يتم معالجة وتوثيق البيانات و من ثَم ترجمتها و مشاركتها مع الجهات المختصة لاستخدامها في مجالات مثل التنوع البيولوجي واستدامة النظام البيئي، ومواجهة الكوارث، والأمن الغذائي والزراعي المستدام، بالإضافة إلى إدارة موارد الطاقة و المعادن، و إدارة البنية التحتية و النقل وغيرها.

يأتي انضمام الإمارات إلى مجموعة مراقبة الأرض في إطار الجهود الرامية إلى دعم القطاع الفضائي محلياً، وتعزيز حضور دولة الإمارات على المستوى العالمي و توثيق روابطها الدولية، خصوصاً بما يتفق مع “الأهداف الاستراتيجية الدولة، والمساهمة من خلالها في تطوير القطاع في شتى المجالات” بحسب تأكيد سعادة الدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء.

يأتي انضمام الدولة إلى المجموعة في وقت مهم، خصوصاً أن أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة مثل القضاء على الجوع وتنفيذ الإجراءات المتعلقة بالمناخ، وحماية الحياة البرية والبحرية تعتمد كلياً على البيانات التي تجمعها المجموعة.

وتستكمل الإمارات من خلال هذا الدور مهامها السابقة في دعم عمل المجموعة، سواء من خلال هيئة البيئة في أبوظبي أو من خلال مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية. وتعمل هاتان الجهتان منذ سنوات عديدة مع المجموعة عن قرب من خلال تحالف “عين على الأرض”. تقول رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي: “تستخدم هيئة البيئة في أبوظبي الصور الفضائية للمساعدة في جهود الحفاظ على الحياة البرية حول العالم”.

قد يعجبك أيضا .. العباقرة مع ستيفن هوكينغ HD : أين نحن؟

العباقرة مع ستيفن هوكينغ HD : أين نحن؟

ستلعب دولة الإمارات دوراً بناءً و إيجابياً من خلال هذه العضوية في صياغة السياسات الدولية المتعلقة بالوصول المفتوح لبيانات مراقبة الأرض، الأمر الذي سيعزز من فوائد الراغبين بالحصول على هذه البيانات وغير القادرين على تأمين تكاليفها، مثل المناطق المتضررة بسبب الكوارث. و تأمل دولة الإمارات بالقيام بدور فعال لمساعدة المجتمع الدولي من خلال مشاركة الصور الفضائية عالية الوضوح.

وينتظر أن تسهم الإمارات إسهاماً فاعلاً داخل هذه المجموعة، حيث من المرتقب أن تساعد، من خلال مساهماتها، في تعزيز عمل المجموعة ورفدها بخبرات وموارد جديدة هي في حاجة إليها، بالنظر إلى المهمات الكثيرة والمتنامية التي تتولاها، على ما تؤكد باربرا راين، الأمين العام لمجموعة مراقبة الأرض، التي تضيف: “نتطلع إلى مساهمات وكالة الإمارات للفضاء كممثل عن منطقة الشرق الأوسط”.

نقدّم لكم هذا المقال بالتعاون مع “مركز محمد بن راشد للفضاء” – وكالة الامارت للفضاء.

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى