مقال – 6 من عجائب الدنيا القديمة لا تحظى بالشهرة
بينما تجتذب العديد من المعالم التاريخية ملايين من الزوار والرحالة في كل عام؛ تقع المواقع الأثرية التي تناولها موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) في السطور المقبلة بعيدا عن الدروب التي يطرقها السائحون عادة.
حتى يتسنى لنا كشف النقاب عن بعضٍ من المباني و المواقع الأثرية التي لا تقع عادة على الطرق التي يقصدها السائحون؛ توجهنا إلى موقع (كورا ) للأسئلة و الأجوبة؛ حيث أدلى بعض مستخدمي الموقع بآرائهم بشأن أكثر المباني الأثرية القديمة إثارة للإعجاب في العالم.
لكن مِمَ تشكلت تلك القائمة؟ من بين ما ورد فيها: شبكة من الجزر العتيقة العائمة الواقعة في منطقة ميكرونيزيا، و مدينة تقع تحت الأرض في منطقة الأناضول نُحتت تكويناتها المعمارية بالكامل من الصخور البركانية، فضلا عن موقع فينيقي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، يتألف من كتل صخرية ضخمة الحجم على نحو هائل للغاية، إلى حد أنها لا تزال تشكل لغزا سواء بشأن كيفية تقطيعها إلى كتل بهذا الحجم، أو تحريكها من أماكنها.
1. مدينة درينكيو (تركيا)
على بعد 750 كيلومترا جنوب شرقي مدينة إسطنبول التركية؛ و بالتحديد في منطقة كابادوكيا التابعة لمحافظة نوشهير، تقبع بلدة صغيرة تحمل اسم درينكيو.
هناك، و تحت سطح الأرض تقع أكبر منظومة كهوف نحتها البشر على مر التاريخ؛ تلك التي تحمل كذلك اسم درينكيو؛ و تشكل ما يبدو و أنه مدينة تركية سرية تقع في جوف الأرض، و تتقاسم مع نظيرتها الأكثر تقليدية – الواقعة على السطح – ذات الاسم.
و قد شُيّد هذا المجمع من المباني المقامة تحت الأرض في الفترة ما بين القرنيّن السابع و الثامن قبل الميلاد، و ذلك للاحتماء به من هجمات الجيوش المغيرة على تلك المنطقة.
2. نان مادول (ميكرونيزيا)
تتألف نان مادول، تلك المدينة العائمة الغامضة التي شُيّدت نحو عام 1200 قبل الميلاد في ميكرونيزيا، من سلسلة جزر صناعية صغيرة المساحة تتكون من البازلت، و تفصل شبكة من القنوات بينها و بين بعضها البعض.
و من غير المستغرب كون موقع هذه المدينة غير معروف سوى للقليلين، و ذلك في ضوء وقوعها على جزيرة بونبي القابعة في قلب المحيط الهادي على بعد أكثر من 3600 كيلومتر شرقي الفلبين.
3. بعلبك (لبنان)
تقع منطقة بعلبك الأثرية، التي لا تزال آثارها مُصانة و في حالة جيدة، في وادي البقاع شرقي لبنان. و قد بدأت عمليات الاستيطان فيها قبل نحو تسعة آلاف عام؛ و اجتذبت في نهاية المطاف العديد من الشعوب التي عاشت قديما، بما في ذلك الفينيقيون، و الإغريق و الرومان. و قد استخدمت هذه المنطقة في الأساس كموقع لأداء الشعائر الدينية، إذ يضم معابد هائلة كُرست لعبادة آلهة مثل باخوس و فينوس و المشترى.
و من بين أسس معبد المشترى، ثالوث من النُصُّب الحجرية ضخمة الحجم، و هي من بين أضخم الكتل الحجرية التي تستخدم كـ”لبِنات” للبناء في العالم. و لا يزال الغموض يكتنف الكيفية التي جرى بها قطع هذه الكتل الحجرية من أماكنها الأصلية ونقلها لتوضع في داخل هذا المعبد.
4. نيوغرينج بمقاطعة ميث (إيرلندا)
يتربع تل أو قبة نيوغرينج؛ ذلك التكوين هائل الحجم دائريّ الشكل، على السهول ذات اللون الأخضر الزمردي الواقعة في مقاطعة ميث الايرلندية. و يبدو هذا التكوين كما لو كان جسم فضائي غامض، من تلك الأجسام الطائرة المجهولة التي يُطلق عليها اسم (يوفو)، و لكن برأس تكسوها الأعشاب.
و قد شيدت هذه “القبة” قبل أكثر من خمسة آلاف عام، خلال حقبة العصر الحجري الحديث التي سادت الأرض في نحو عام 3200 قبل الميلاد. و يحفل الفولكلور الايرلندي بقصص وروايات حول ذلك الموقع الأثري، الذي يعد من بين أهم المواقع التي تضم نُصُّب و شواهد حجرية ضخمة في أوروبا.
و تتألف “القبة” نفسها، و هي تل ضخم يكسو قمته العشب و الحشائش، من طبقات متعاقبة من الطين و الصخور. و يغطي هذا التل، الذي يبلغ قطره 76 مترا وارتفاعه 12 مترا، مساحة تقدر بنحو 4,500 متر مربع من الأرض.
5. كهوف إلورا بولاية ماهاراشترا (الهند)
على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة أورانغاباد الهندية، تقع كهوف إلورا التي يُنظر إليها باعتبارها تمثل ذروة فن إقامة بنى معمارية منحوتة و محفورة في الصخور في الهند.
فالكهوف الـ34 الموجودة في هذا الموقع حُفرت في صخرة تقع في واجهة تلال تشاراناندري في الفترة ما بين القرنيّن السادس والتاسع الميلادييّن.
و تشكل الرسوم و الأشكال الأثرية المنحوتة في هذه الكهوف إحدى أكثر العناصر التي تكسبها قيمة كبيرة، إذ أنها تُعتبر أحد أبرز روائع الفن البوذي، الذي يشكل بدوره مؤشرا على ميلاد الفن الهندي التقليدي.
6. كهوف أجانتا بولاية ماهاراشترا (الهند)
و على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الشمال الشرقي من موقع هذا المعبد تقع كهوف أجانتا، ذاك الموقع ذي الوقع المؤثر و المثير للإعجاب، و هي الكهوف التي وصفها المؤرخ البريطاني ويليام دالريمبل بأنها “إحدى أعظم عجائب الدنيا القديمة”.
و قد تم حفر هذه المغارات هائلة الحجم بين القرنيّن الثاني و السابع الميلادييّن بين المنحدرات الموجودة في هذه المنطقة، و ذلك لتأوي بداخلها معابد بوذية وأضرحة و قاعات للصلاة و أماكن للإقامة و النوم.