طب و صحةمقالات و مجلاّت

مقال – عندما تصبح البروستات مصدراً للمتاعب : الوقاية و العلاج

قبل أيّام قليلة، نشرنا في موقع علوم العرب وثائقي عن سرطان البروستات (رابط) و كان له إنتشار واسع. في هذا المقال، سوف تجدون تفاصيل عن أمراض البروستات …

يخشى الكثير من الرجال أمراض البروستات، لكن الأمر لا يتطلب بالضرورة التدخل الجراحي، فما هي وسائل العلاج الحديثة للأمراض المختلفة؟ و كيف يمكن الوقاية من سرطان البروستات ؟

عندما تصبح البروستات مصدراً للمتاعب : الوقاية و العلاج

مشاكل البروستات من أكثر الأمراض شيوعاً بين الرجال، و تقدر منظمة الصحة العالمية أن كل رجل يذهب إلى الطبيب مرة واحدة على الأقل في حياته بسبب مشاكل في البروستات، و أن واحداً من بين ثلاثة رجال يضطر لإجراء عملية جراحية في البروستات. و مع التقدم في السن، تكثر مشاكل البروستات ، لكن بعض هذه المشاكل حميدة.

و يؤكد البروفسور كورت ميلر رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى شاريتيه في برلين أن الورم السرطاني في البروستات “لا يتطلب بالضرورة تدخلاً جراحيا” و يضيف في برنامج صحتك بين يديك (رابط) أن هناك الآن وسائل علاجية “ألطف و بآثار جانبية أقل مما كان عليه الوضع قبل 10 سنوات”.

قد يعجبك أيضا .. وثائقي صحتك بين يديك : البروستات

مقال – أمراض خطيرة تهدد صحتك مرتبطة بالسمنة !!!

تضخم البروستات

من أمراض البروستات المزعجة تضخم البروستات، و يوضح الطبيب كارستن ليكوتات، الإخصائي في المسالك البولية أن الإجراء المعتاد لعلاج تضخم البروتسات يتمثل في تجريف البروستات عبر مجرى البول باستخدام حلقة كهربائية أو باستخدام الليزر، و يشير البروفسور كورت ميلر إلى أن “هذه عمليات جراحية بسيطة” و يضيف: “ندخل إلى جسم المريض عبر الفتحات الطبيعية الموجودة، و لا نحتاج لإيذاء فتحات الجسم و يمكن إجراء العملية بجهد بسيط. استخدام الليزر يقلل من نزف الدم مقارنة بالحلقة. و لكن النتيجة هي نفسها تقريبا.”

كريات تعالج تضخم البروستات

و يطمئن بروفسور ميلر الرجال أن مخاطر الإصابة بالعجز الجنسي أو السلس البولي عند إجراء هذه العملية “ضئيلة، لأن أعصاب القدرة الجنسية موجودة خارج محفظة البروستات و لا يتم الاقتراب منها في العادة. كما أن العضلة الحاصرة للبول فهذه من النادر جداً أن تتأذى بفضل التقنيات المتوفرة حالياً.” بينما ينظر ميلر بتشكك لطريقة وقف تدفق الدم إلى البروستات لتخفيف تورمها.

و يوضح د. ميلر أن الأدوية يمكن أن تساعد في العلاج في المراحل المبكرة. و رغم أن تضخم البروستات لا يؤلم ولا علاقة له بالإصابة بسرطان البروستات، إلا أن علاجه ضروري بحسب د. ميلر، لأن إفراغ المثانة لا يتم كما يجب في حال الإصابة بهذا المرض، مما يسبب احتباس البول، و هو أمر مزعج و قد يضر بالكلى على المدى البعيد.

الفحص الوقائي قد ينقذ حياتك

و في هذا السياق، يرى أخصائي المسالك البولية يوخن شنايدر أن الوقاية الجيدة تساعد في كشف سرطان البروستات بشكل مبكر، ومن ثم يمكن ضمان علاجه. و يرى شنايدر أن إحدى المشاكل لدى الرجال تكمن في كونهم يخشون معرفة إصابتهم بسرطان البروستات ، ما يجعلهم نادراً ما يخضعون للفحوص الوقائية. و يضيف لبرنامج صحتك بين يديك: “بكل تأكيد، تأتينا حالات كثيرة بعد فوات الأوان. فالمرضى لم يذهبوا قط لطبيب مسالك بولية، لمجرد الاطمئنان.”

خلال الفحص الدوري، تخضع الأعضاء التناسلية الخارجية للفحص  وهي الخصيتان و كذلك الغدد الليمفاوية في منطقة الحوض. ثم يتبع ذلك فحص يدوي للبروستاتا، لكن الأورام الصغيرة لا يمكن كشفها بالفحص اليدوي. و بالإمكان إجراء فحص دم إضافي لهذا الغرض. فهناك بروتين يتكوّن في البروستات، اسمه المُستضد النوعي، و اختصاره PSA، و القليل منه يظهر في الدم. ويتعين ألا تزيد نسبته عن 4 نانوغرام لكل ملليمتر. ويوضح د. يوخن شنايدر: “نسبة المستضد النوعي تختلف بحسب الحالة، حيث يؤخذ في الاعتبار عمر الشخص  وحجم البروستات و من الضروري تفادي العوامل المؤثرة على هذه النسبة، و أهمها عدم ممارسة الجنس و ركوب الدراجات لمدة يومين قبل الفحص.”

و أيضا .. مقال – أمراض خطيرة تهدد صحتك مرتبطة بالسمنة !!!

مقال – أمراض خطيرة تهدد صحتك مرتبطة بالسمنة !!!

الوقاية من سرطان البروستات

إلا أن هذه العوامل تجعل الفحص مثيراً للجدل، لأنه رصد نسبة مرتفعة من هذا البروتين في الدم سيجلب المزيد من الفحوص و يمكن ألا يتم العثور على ورم في النهاية، و يكون الشخص قد حمل الهموم لعدة أسابيع بلا داع. و منتقدو الفحص، مثل عالم الأحياء كلاوس كوخ يرون أنه حتى عند اكتشاف وجود خلايا سرطانية في البروستات، فلا يكون هذا بالضرورة في صالح المريض، لأن بعض الرجال يعيشون بحالة سرطان ليست خطيرة بالضرورة.

كما أن العملية و التعرض للعلاج بالأشعة مجهد جسدياً و نفسيا، و قد يؤدي إلى الإصابة بسلس البول و العجز الجنسي. و ينصح الأطباء من هم فوق السبعين بعدم إجراء الفحص، لكنهم يرون أنه ضروري جدا بدءاً من سن الخامسة و الأربعين. و يوضح د. يوخن قائلاً: “عندما يعيش شخص لفترة طويلة رغم إصابته بسرطان البروستات، فهذا يعني أنه سيموت يوماً ما من جرّائه. أي أنه كلما كان خضع للفحص في سن صغيرة، استطاع اكتشاف الإصابة مبكرا، و حاول أيضاً علاجها.”

مُنتقدو الفحص لا ينكرون أنه قد ينقذ الحياة، و هذا بنسبة واحد في الألف. لكن ثلاثين رجلاً من هؤلاء سيعاني من وطأة العلاج دون سبب، لأنه ربما لم يتسبب الورم الصغير في أية مشاكل يتعين إذَن على الرجل حساب الفائدة و المخاطرة بشكل شخصي. كما يتعين تطوير المزيد من الفحوصات التي من شأنها تمييز السرطان الحميد من الخبيث في وقت مبكر.

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى