تركمانستان من أكثر الدول غير المعروفة في العالم. وقد تمكن فريق تصوير لأول مرة منذ عشر سنوات من زيارة المواقع الأثرية الخلابة من دون عائق، و رافق باحثين دوليين إلى مناطق كانت زيارتها ممنوعة مدة طويلة.
كانت هذه البلاد ذات يوم أفقر منطقة في الاتحاد السوفيتي. لكن النفط والغاز جعلا اليوم تركمانستان غنية. ويكاد يكون مجهولًا في الغرب أنه قبل 4000 عام كان أحد مراكز القوة في العالم القديم يقع في تركمانستان. على الرغم من ازدهارها في نفس الوقت الذي ازدهرت فيه حضارات بلاد ما بين النهرين ومصر، إلا أن مملكة “مارغيانا” منسية تمامًا. وقد اكتشف علماء الآثار مؤخرًا في وسط صحراء قره قوم قصورًا ومقابر رائعة للعاصمة آنذاك جونور ديبي.
وتظهر الصور الجوية المذهلة ضخامة المدن المفقودة في بيئة قاحلة. اكتشف فريق دولي من الباحثين أيضًا تحصينات ضخمة في موقع أولوغ ديبي المجاور. ضُمت آثار مدينتي كونوغنتش ومرو إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. وفجأة أصبحت آسيا الوسطى مركز اهتمام العلماء والإعلام. ما سبب نشأة ومن ثم سقوط إمبراطوريات قوية في تركمانستان منذ العصر البرونزي؟ تظهر تحليلات الحمض النووي أن السكان كانوا كثيري التنقل، فقد وصلوا إلى الهند وجبال الأورال والبحر الأبيض المتوسط. أصبح طريق الحرير بين الصين وأوروبا أهم طريق تجاري في العالم لآلاف السنين وجعل تركمانستان نقطة تجارية مهمة في التاريخ. ولم تفتح البلاد أبوابها أمام فرق الباحثين الدولية إلا تدريجيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
اقتصاد تركمانستان . . إخفاقات حكومية مدمرة
تاريخيًا، كانت تركمانستان محطة تجارية مهمة ورئيسية على طريق الحرير، ولكن الأرقام الحاليّة التي تترجم الوضع الاقتصادي في البلاد لا ترسم صورة اقتصادية إيجابية، فهي “تتأرجح على حافة الكارثة” بحسب وصف تقرير صادر عن مركز السياسة الخارجية في لندن، وتملك سجلًا ماليًا فوضويًا وأسود، إذ ذكرت وزارة التجارة الدولية في المملكة المتحدة أنه “لا يتم نشر بيانات اقتصادية موثوقة في تركمانستان”، مشيرةً إلى استيطان الفساد في الحياة الاقتصادية، حيث صنفت تركمانستان في المرتبة 161 من بين 180 دولة من حيث الشفافية.