طب و صحةمقالات و مجلاّت

مقال – عجائب بذرة الكتان في الحد من السرطان

بذر الكتان يطهّر الأمعاء و يسرّع الهضم. لكنه أيضا أكثر الأغذية النباتية احتواءً على مادة الليغنان، التي تكافح سرطان الثدي. و لكن كيف يفعل الليغنان ذلك، و ما فوائده الأخرى؟ و ما الكمية التي ينبغي تناولها منه ليظهر تأثيره؟

بذر الكتان ليس فقط وسيلة لتطهير الأمعاء و تسريع عملية الهضم، لكنه أيضا من أكثر الأغذية النباتية المحتوية على مركبات الليغنان. والليغنان مركبات كيميائية موجودة بشكل طبيعي في النباتات، و هي مواد نباتية ثانوية لها تأثير يشبه تأثير الاستروجين، و تؤثر بشكل إيجابي جدا على سرطان الثدي المتأثر بالهرمونات. ولكن كيف يقوم الليغنان بالتأثير؟ وما هي الكميات التي ينبغي تناولها منه كي يكون له تأثير على سرطان الثدي؟

مادة الليغنان تشبه هرمون الاستروجين

توجد مركبات الليغنان في خلايا بعض النباتات والأغذية مثل البذور والبقول والفواكه والكثير من أنوع الخضروات. ويشبه الليغنان في تركيبته الاستروجين، ولذلك بإمكان الليغنان الارتباط بمستقبلات هرمون الاستروجين على خلايا الجسم، ولكن الليغنان يختلف عن هرمون الاستروجين العدواني في أنه لا يتصرف بعدوانية ولكن بشكل أضعف بكثير، وفق ما يذكر موقع تسينتروم دير غيزوندهايت الإلكتروني.


وهذا يعني أن الليغنان يأخذ مكان مستقبلات هرمون الاستروجين، ويتم عن طريق ذلك منع التأثير السلبي للاستروجين الحقيقي الذي يعمل على تعزيز تكوّن السرطان. والمستقبلات عبارة عن بروتينات موجودة على أغشية الخلايا ترتبط معها الهرمونات، على مبدأ المفتاح والقفل، بهدف إيصال رسالة معينة إلى الخلية.

“هيمنة الاستروجين”

في الواقع هرمون الاستروجين هو مادة طبيعية وجزء من الجسم وله الكثير من الآثار الإيجابية على شعور المرأة بذاتها وعلى نفسيتها وحتى على شكلها ومظهرها. ففي حين أن هرمون الاستروجين يلعب دوره في تحفيز نضوج البويضة لدى المرأة فإنه أيضا يضمن لها في الوقت نفسه الحصول على بشرة ناعمة وشعر جميل و أنسجة ضامة أنيقة. كما أنه يبقي الإنسان صاحيا ونشيطا ومبتهجا. ولكن هذا لا يكون إلا إذا كانت كمية هرمون الاستروجين في إطارها الصحيح.

و لكن في الوقت الحالي بات التوازن الهرموني في كثير من الأحيان يتحرك لصالح الاستروجين. و أصبحنا نتحدث عما يسمى بـ “هيمنة الاستروجين”، و هذا يعني أن كمية كبيرة للغاية من هرمون الاستروجين تسير في الدم مقارنة مع غيرها من الهرمونات، مثل هرمون البروجسترون الذي يهدّئ النفسية ويريحها. و نقصان هرمون البروجسترون قد يؤدي إلى اضطراب في النوم و إلى اختلال التوازن العاطفي. كما أن هيمنة الاستروجين و نقص هرمون البروجسترون نسبيا قد تؤدي أيضا إلى ألم في الثديين والتهابات المثانة المتكررة و أعراض ما قبل الدورة الشهرية (آلام الطمث) و عدم انتظام ضربات القلب و التعرق الليلي، بحسب موقع تسينتروم دير غيزوندهايت.

مقال – القرنبيط الأخضر للوقاية من السرطان (دراسة)

و سيلة ناعمة لتفادي سرطان الثدي

و في المقابل فإن لمادة الليغنان تأثيرا مشابها لهرمون الاستروجين و لكن بشكل خفيف للغاية، و حين توجد كميات كافية من مادة الليغنان في الجسم فإنها تحتل المستقبلات البروتينية على الخلايا وتحجب عنها تأثير مركبات الاستروجين العدوانية التي قد تؤدي إلى السرطان، فلا يصل الاستروجين إلى هدفه بل يقوم الجسم بالتخلص منه و إزالته. و بذلك يعمل الليغنان على الحد من سرطان الثدي.

بذور الكتان تحتوي على أعلى تركيز من مادة الليغنان تم اكتشافه حتى الآن في النباتات. و يبلغ تركيز الليغنان 370000 ميكروغرام في كل 100 غرام من بذور الكتان. كما أن بذور اليقطين تقدم أكثر من 21400 ميكروغرام، و يقدّم نبات الهليون 6510 ميكروغرام. في حين يتراوح ما تقدمه جميع الأطعمة النباتية الأخرى مثل الحبوب و المكسرات و القرنبيط ما بين 50 و 400 ميكروغرام من مادة الليغنان. أما المنتجات الحيوانية فلا تحتوي بطبيعة الحال على مواد نباتية ثانوية و بالتالي فلا توجد فيها مادة الليغنان.

و يقوم الجسم بإزالة مادة الليغنان و التخلص منها في غضون يوم أو يومين على الأكثر، و لذلك من المهم تناول المواد الغذائية المحتوية على مادة الليغنان يوميا. و بذر الكتان هي المادة المثالية لذلك. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة تورونتو عام 2005 أن تناول 25 غراما من بذور الكتان يوميا يؤدي إلى تقليل نمو سرطان الثدي لدى المصابات بهذا المرض. يشار إلى أن مادة الليغنان مفيدة أيضا في تخفيض أخطار الأورام الخبيثة و كذلك أخطار الوفاة، كما أن تناولها مفيد ليس فقط أثناء معالجة سرطان الثدي بل أيضا خلال معالجة سرطان البروستاتا، و فق ما ينقل موقع تسينتروم دير غيزوندهايت الإلكتروني.

المصدر :

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى