الحيوانات و الحياة البريّةمقالات و مجلاّت

مقال – حقيقة عناكب “الرتيلاء”

مقال - حقيقة عناكب "الرتيلاء"
مقال – حقيقة عناكب “الرتيلاء”

ظن دائما أن عناكب الرتيلاء هي عناكب كبيرة الحجم للغاية، وذات شعيرات كثيفة، وبوسعها القضاء على الإنسان بلدغة واحدة سامة.

لكن الحقيقة أن ذلك ببساطة غير صحيح. فالسمعة المتداولة عن هذه الكائنات تقول إنها كبيرة الحجم ومميتة وتهاجم البشر. كما يقال إن إناثها تلتهم ذكورها بعد انتهاء عملية التزاوج. أما الحقيقة فتتمثل في أن العناكب التي نتصور أنها تنتمي إلى فصيلة الرتيلاء ليست كذلك على الإطلاق. فغالبية تلك العناكب صغيرة الحجم، ومن النادر أن تكون سامة. كما أن التهام الإناث للذكور بعد انتهاء التزاوج نادر بدوره.

فالعناكب التي نحسب أنها من فصيلة الرتيلاء، ليست حقا من هذه الفصيلة. في واقع الأمر، تتسم عناكب الرتيلاء الأصلية بأنها صغيرة الحجم نسبيا وتنتمي إلى نوع العنكبوت الذئب.

وتعيش هذه العناكب في مناطق جنوبي أوروبا، ويحيط بعضها بمدينة تارانتو جنوبي إيطاليا، وهي المدينة التي أخذت منها هذه العناكب اسمها باللغة الإنجليزية (تارانتولاس). وفي القرون الغابرة، كان العنكبوت من تلك الفئة – ويُسمى علمياً (لايكوسا تارنتولا) – ذا سمعة مخيفة. فقد اعتقد الفلاحون في تارانتو أن لدغته قاتلة، ولذا ابتكروا لسُمِهِ ترياقا غير مألوف يتمثل في رقصة محمومة عُرِفت باسم “تارانتيللا”.

في حقيقة الأمر، لم تكن عناكب الرتيلاء الموجودة في مدينة تارانتو خطيرة على الإطلاق، كما أن الفلاحين هناك فشلوا في تحديد الكائنات المسؤولة عن اللدغات القاتلة التي يشكون منها.

أحد عناكب الرتيلاء المكسيكي المعروفة علميا باسم "براكابيلمي سميثي"
أحد عناكب الرتيلاء المكسيكي المعروفة علميا باسم “براكابيلمي سميثي”

على أي حال، فإن مسمى “عناكب الرتيلاء” يستدعي إلى الذهن صورة عنكبوت الرتيلاء المكسيكي ذي الركبة الحمراء، والذي يُعرف باسمه العلمي (براكابيلمي سميثي). ولكن في واقع الأمر، يوجد نحو 650 من العناكب المختلفة التي تندرج في إطار نوع “العناكب الآكلة للطيور” أو الـ (ثرابوسيدس). غالبية هذه العناكب ذات حجم صغير للغاية، ويبلغ طول كل رجل لها أكثر من سنتيمتريّن بقليل.

رغم ذلك، تشتهر هذه “العائلة” بعناكبها المتوحشة؛ مثل العنكبوت المعروف بـ”عنكبوت جالوت” آكل الطير، الذي يعيش في شمالي أمريكا الجنوبية. ويصل حجم أكبر عنكبوت مُسجل من هذا النوع، الذي يعرفه العلماء باسم (ثرابوسا بلوندي)، إلى حجم أحد الصحون التي نتناول فيها وجبة العشاء، وله أرجل يبلغ طول الواحدة منها 28 سنتيمترا. وفي المجمل، يشكل هذا الكائن العنكبوت الأكبر من نوعه في العالم.

مكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Earth.

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى