مقال – الحمية الغذائية .. مخاطرها أكثر من فوائدها
يعتقد البعض أن الحمية الغذائية أفضل حلّ للتخلص من الوزن الزائد وطرد السموم من الجسم، لكن ذلك قد يخلق مضاعفات صحية أخرى. ورغم تعدد أنواع الحمية الغذائية، إلا أن نجاعة أي منها تبقى موضع تساؤل لدى بعض الأطباء.
تتراكم بعض السموم في الجسم لدى تناول بعض المواد الغذائية أو الأدوية أو لدى التعرض لبعض الملوثات الخارجية، و هنا تقوم أعضاء في الجسم مثل الكلى و الرئتين والكبد و غيرها بتنقية الجسم من هذه السموم. و رغم قدرة الجسم على التخلص من السموم ذاتيا إلا أن كثير من الأشخاص يلجأون لإتباع نظام حمية غذائية كوسيلة لتنقية الجسم من السموم و تخفيف الوزن أيضا.
تعد حمية “بوخينغر” هي واحدة من أنظمة الحمية الغذائية المتبعة في ألمانيا، وتقوم على تنظيف الأمعاء أولاً باستخدام ملح غلاوبر (كبريتات الصوديوم) أو بالحقن الشرجية، و من ثم الامتناع عن تناول الطعام الصلب ثلاثة أسابيع تقريباً. و يُسمح بتناول شربة الخضار دون توابل أو عصائر غير مركزة و شاي الأعشاب و الكثير من الماء، من ليترين إلى ثلاثة ليترات يومياً.
بعد الانتهاء من الحمية، يعتاد الجسم تدريجياً على تناول الأغذية الصلبة. هنا ينصح أخصائي الأمراض الباطنية الطبيب الألماني بيتر كوهلس، أولئك الذين يرغبون بإتباع هذه الحمية عدم إتباعها بدون رعاية طبية: “حمية بوخينغر حمية من الممكن إتباعها و لكن لمدة قصيرة لا تتجاوز بضعة أيام، ولكن إتباعها لأربعة عشر يوماً يتطلب رعاية طبية”.
أما حمية شروت، فتقوم على التبديل بين أيام للشرب وأخرى دون شرب. في أيام الشرب يُسمح بالشرب فقط، أما خلال أيام الجفاف فيسمح بتناول طعام يابس مثل الخبز الجاف وقليل من الشرب. و هو ما يراها الطبيب كوهلس غير صحي أبدا فقلة شرب الماء تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة.
و إلى جانب الحميات التقليدية، هناك نصائح حديثة لتطهير الجسم من السموم، تعرف بحمية “ديتوكس”، و تقوم على استبدال الأطعمة بسوائل. من بين هذه النصائح شرب عصير الليمون والماء بشكل متكرر خلال اليوم، وبالرغم من أن عصير الليمون يحتوي على كمية وافرة من فيتامين C و حمض الستريك إلا أن ذلك لا يساعد على التخلص من السموم حسبما يرى الطبيب كوهلس. نصيحة أخرى، و هي أن حمية “ديتوكس” تقوم على شرب عصائر الخضار أو تناول الفلفل الحار المحفز لعملية الاستقلاب.
و مهما تعددت وسائل تطهير الجسم إلا أن الطبيب كوهلس يؤكد على أن هذه النصائح ليست مناسبة لتخفيف الوزن، و مكن أن يرافقها بعض الأعراض مثل الصداع و آلام في البطن. و لا يُسمح للأطفال و الحوامل و من يعانون من اضطرابات غذائية أو أمراض عضال بإتباعها، مؤكدا على ضرورة أن يتم إتباع هذه النصائح تحت رعاية طبية.
مخاطر إتباع الحميات الغذائية الخاطئة
المصدر :