مركز محمد بن راشد للفضاء نموذج عالمي رائد في تقنيات صور الأقمار الصناعية عالية الوضوح
نقدّم لكم هذا المقال بالتعاون مع “مركز محمد بن راشد للفضاء” – وكالة الامارت للفضاء.
عندما يُطلق مركز محمد بن راشد للفضاء القمر الصناعي “خليفة سات إلى الفضاء في العام 2018 تكون الإمارات قد قدمت لعالم الفضاء والتقنيات و صور الأقمار الصناعية عالية الوضوح ابتكاراً علمياً متفرداً و مميزاً، إذ ينتمي القمر تقنياً لمشاريع أقمار المستقبل ببنيته الميكانيكية المطورة التي تستوعب كاميرا مزودة بتقنيات وأنظمة تتمتع بدقة تصل إلى 70 سم، و سعة تخزين و تحميل أعلى و قدرات حوسبة أفضل صممها وأنتجها مهندسون إماراتيون ..
و لا يمثل القمر الصناعي “خليفة سات” مجرد قمر تصوير و أجهزة استشعار فضائي يجري تطويره و تصنيعه في مركز محمد بن راشد للفضاء بإيدي وخبرات إماراتية، و على أرض إماراتية 100 بالمئة بل يُعد مُحركاً لعالم من الابتكار، و سيكون له تأثير نوعي على مستقبل تكنولوجيا الفضاء و تقنيات كاميرات و صور الأقمار الصناعية عالية الوضوح في وقت يشهد العالم جدلاُ حول الموضوع
و يجمع القمر الصناعي “خليفة سات” عدة ميزات نوعية منها وزنه البالغ 330 كغم، وطوله الذي لا يتجاوز مترين، وقدرة كاميرته، واحتوائه على أكثر من 90 لوحة إلكترونية و 50 لوحة ميكانيكية، و أثمر العمل فيه عدة ابتكارات في أجهزة و تقنيات صور الأقمار الصناعية عالية الوضوح و أجهزة التحكم هي ً:
- كاميرا تصوير فائقة الدقة لصور بدرجة وضوح عالية جداً (7،. متر) مقابل 4 أمتار للنطاقات متعددة الأطياف وبمساحة تغطية 12 كيلومتراً. في مجالات عدة تشمل:الرصد البيئي لتقييم التغييرات و تأثير النشاط البشري على البيئة الطبيعية و التخطيط العمراني و إدارة أعمال الإغاثة في حالات الكوارث و رسم الخرائط واستخدامات الأراضي ومتابعة حركة السفن و غيرها
- تقنية تحريك و توجيه القمر الصناعي لتوفير صور ثلاثية الأبعاد عالية الوضوح و بكميات أكبر.
- تقنيات لتحديد مواقع التصوير بدقة هي الأكثر تطوراً.
- تقنيات لزيادة سرعة تنزيل و تحميل الصور من القمرالصناعي أينما كان في العالم إلى محطة المتابعة الأرضية.
- تطبيقات لمعالجة الصور بما في ذلك تصنيف تضاريس الأرض الملتقطة صورها باستخدام خاصية تعدد الأطياف.
و في العام 2018 سيحلق القمر الصناعي الإماراتي “خليفة سات”، و هو الثالث الذي يشغله مركز محمد بن راشد للفضاء، في مداره الفضائي على ارتفاع 600 كيلومتر ليدور دورة كاملة حول الأرض كل 90 دقيقة أي 14 دورة في كل يوم يرسل خلالها مئات الصور عالية الوضوح إلى المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء لتكون متاحة للجهات و المؤسسات التجارية المتعاقدة حول العالم.
تاريخ صور الأقمار الصناعية و أنواعها
تعتبر أول صور الأقمار الصناعية التقطت للأرض كانت بواسطة القمر الصناعي الأمريكي 6 Explorer في منصف أغسطس 1959 تبعته أول صورة فضائية كانت في اكتوبر من نفس العام بواسطة القمر الصناعي السوفييتي لونا 3 Luna وفي عام 1977 أطلقت أول عملية تصوير فضائي في الوقت الحقيقي باستخدام القمر الصناعي الأمريكي كي اتش-11 وبعدها توالت عمليات إطلاق اقمار التصوير إلى الفضاء
و في منتصف العام 2014 سمحت الولايات المتحدة للشركات مثل خرائط غوغل، و بينغ باستخدام صور عالية الوضوح تلتقطها الأقمار الصناعية، بعد أن رفعت القيود عنها إذ لم يكن مسموحا للشركات من قبل باستخدام الصور التي تظهر معالم تقل عن 50 سنتيمتراً من حيث الحجم، و قالت شركة ديجيتال غلوب إنها ستستطيع بيع صور تظهر معالم أقل من 31 سنتيمترا من حيث الحجم.
ورد أحد رجال القانون بالقول إنه يخشى من تبعات ذلك من قبل من يخشون انتهاك خصوصياتهم عند نشر صورهم حتى لو كانت قد التقطت من الأقمار الصناعية طالما أنها عالية الوضوح! وتابع آخر إن هناك “اعتبارات أمنية وطنية” يجب مراعاتها.
و قالت ديجيتال غلوب إن أقماراُ صناعية جديدة ستُطلق للاستفادة من القرار الجديد، صور بعضها عالية الوضوح لدرجة إظهار بعض الملامح الأساسية، مثل صندوق بريد أمام منزل!
و تشتمل استخدامات صور الاقمار الصناعية عالية الوضوح التخطيط العمراني ومتابعة الطقس والأحوال المناخية والزلازل و الكوارث الطبيعية و حركة السفن و الطائرات و الجيولوجيا و الغابات و الزراعة و الكثير من العلوم، وبفضل الحواسيب والتقنيات الحديثة أصبح بالإمكان معالجة الصور واستخدامها في تطبيقات الزلازل و المحيطات.
