طب و صحةمقالات و مجلاّت

دراسة : هل هناك علاقة بين التوتر و زيادة الوزن؟

كشفت دراسة مؤخراً (1) عن وجود صلة بين التعرض للتوتر بشكل متكرر و زيادة الوزن، و قد يعود السبب لإفراز الكورتيزول في الجسم في حالة التوتر، مما يؤدي إلى السمنة التي تستمر مع مرور الوقت بالنسبة للذين يعانون من ارتفاع الكورتيزول.

بفحص الشعر لقياس المستويات طويلة الأجل من هرمون الكورتيزول – Coortisol ، أكد باحثون في المملكة المتحدة وجود صلة بين التوتر المزمن و اكتساب المزيد من الكيلوغرامات فضلاً عن صعوبة التخلص من الوزن الزائد.

دراسة : هل هناك علاقة بين التوتر و زيادة الوزن؟
دراسة : هل هناك علاقة بين التوتر و زيادة الوزن؟

و ربطت دراسات سابقة بين ارتفاع مستويات الكورتيزول، و هو الهرمون المسؤول عن مستويات التوتر، في الدم و البول و اللعاب، و بين السمنة. غير أن فريق الدراسة الجديدة أشار في دورية السمنة (أوبيزيتي) إلى أن قياس مستوى الكورتيزول قد يختلف من وقت لآخر خلال اليوم، كما أنه لا يرصد مستويات التوتر في الأجل الطويل.

قد يعجبك أيضا .. مقال – 5 نصائح مضمونة لتخفيف الوزن دون الشعور بالجوع

https://arabsciences.com/2016/09/28/الشعور-بالجوع/

و قالت سارة جاكسون التي قادت فريق الدراسة من جامعة كوليدج لندن: “عندما يتعرض الناس لمواقف تبعث على التوتر يبدأ الجسم سلسلة من ردود الفعل ينتج عنها إفراز الكورتيزول وهو ما يؤدي لزيادة مستويات هذا الهرمون في الجسم.”

و أضافت عبر البريد الإلكتروني: “يشارك الكورتيزول في مجموعة واسعة من العمليات الحيوية من بينها الأيض، و تركيبة الجسم، و تراكم الدهون في الجسم… عندما نشعر بالتوتر قد نجد صعوبة في مقاومة الأطعمة غير الصحية أو التحمس لممارسة الجري.”

و يطلق التوتر أجهزة الإنذار في المخ التي تدفع الجهاز العصبي إلى إفراز الهرمونات لشحذ الحواس وشد العضلات، و تسريع النبض، ومساعدة الجسم، على التنفس بعمق. وتساعدنا ردود الفعل الحيوية هذه في الدفاع عن أنفسنا في المواقف التي تنطوي على تهديد.

و قد لا تسبب المواقف الموترة المؤقتة أضراراً، إلا أن التعرض المتكرر للتوتر يمكن أن يسبب مشكلات في جهاز المناعة، و أمراض القلب و متاعب في الجهاز العصبي و اضطرابات في الصحة العقلية إلى جانب السمنة.

و فحص الباحثون بيانات رجال ونساء تبدأ أعمارهم من 54 عاماً شاركوا في دراسة عن التقدم في العمر. خضع المشاركون لاختبارات، حيث يقدمون قصاصات من شعرهم كل عامين بداية من 2002 وخلال ست مراحل للدراسة.

فحص فريق الباحثين مستويات الكورتيزول المتراكمة في الشعر على مدار الوقت لدى 2527 رجلاً وامرأة، و وجدوا أن المشاركين الذين تزيد مستويات الكورتيزول في شعرهم يعانون من السمنة على الأرجح أو من الدهون الزائدة في محيط الخصر.

كما فحص الباحثون مستويات الكورتيزول في أقرب سنتيمترين من الشعر من فروة الرأس، و التي تنمو عادة في غضون شهرين تقريباً. و فحصوا الوزن و محيط الخصر و مؤشر كتلة الجسم BMI body mass index الذي يقيس الوزن نسبة إلى الطول.

قد يهمك أيضا .. مقال – هل الاستغناء عن وجبة العشاء يقي من زيادة الوزن؟

مقال – هل الاستغناء عن وجبة العشاء يقي من زيادة الوزن؟

وجدت الدراسة أن المشاركين الذي صنفوا على أنهم يعانون من السمنة استناداً إلى مؤشر كتلة الجسم، أو محيط الخصر، ارتفعت لديهم مستويات الكورتيزول في الشعر. وبتحليل بيانات الوزن و الدهون في الجسم، وجد الباحثون أن السمنة تميل إلى الاستمرار مع مرور الوقت بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكورتيزول.

و قالت الدكتورة سوزان فرايد من كلية إيكان للطب في نيويورك، إن النتائج تقدم أدلة جديدة تربط بين التوتر و السمنة. و أردفت فرايد، التي لم تشارك في الدراسة، إن الجسم يفرز الكورتيزول في الكثير من حالات التوتر. و أضافت عبر البريد الإلكتروني أن المستويات المرتفعة بشكل مزمن من هذا الهرمون، تزيد تراكم الدهون حول الخصر و تعزز قدرة الخلايا الدهنية على تخزين الدهون.

رابط الدراسة (1)

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى