تاريخ الاتجار بالبشر
تاريخ العبودية لم يبدأ في حقول القطن، بل يعود إلى أقدم الحضارات الإنسانية المتقدمة. الجزء الأول من السلسلة الوثائقية المكونة من 4 أجزاء، يستكشف كيف أصبحت إفريقيا مركز الاتجار بالبشر..
الجزء الأول من سلسلة “الاتجار بالبشر – تاريخ موجز للعبودية” هو بداية سرد تاريخ تجارة الرقيق. في القرن السابع الميلادي تحولت إفريقيا إلى مركز تجارة العبيد. في عام 476 ميلادي، انهارت الامبراطورية الرومانية الغربية بعد تعرضها لهجوم من قِبل شعوب بربرية. بعد أقل من 200عام، في عام 641 ميلادي، أسس العرب على أنقاض الإمبراطورية الرومانية إمبراطورية عالمية امتدت من ضفاف السند إلى الصحراء الجنوبية. بذلك بدأت حقبة جديدة من اصطياد ممنهج للرقيق، من الشرق الأوسط إلى إفريقيا. في قلب هذا النظام، كانت هناك مدينتان تجاريتان رئيسيتان: القاهرة في الشمال، باعتبارها أهم مدينة إسلامية ونقطة تقاطع لجميع طرق التجارة الإفريقية، وتمبوكتو في الجنوب، بصفتها معقلا للممالك الإفريقية الكبرى ونقطة انطلاق لطرق القوافل العابرة للصحراء. الفيلم الوثائقي يروي كيف أصبحت شعوب جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية على مر القرون “المورد الأهم” لأكبر شبكة اتجار بالبشر في التاريخ.
كيف أصبحت إفريقيا محور الاتجار البشر؟ الجزء الثاني من أجل كل ذهب العالم من السلسلة الوثائقية المكونة من 4 أجزاء، تبدأ مع نهاية العصور الوسطى. في ذلك الوقت، توجه غزاة برتغاليون إلى أفريقيا، طمعا في الثروات. لقد كانوا أول من جلب العبيد إلى أوروبا.
في نهاية العصور الوسطى، بدأ الأوروبيون الاهتمام بثروات إفريقيا التي بدا أنها لا تنضب. الغزاة ألبرتغاليون كانوا أول من توجه إلى القارة السمراء، بحثا عن الذهب. وعند عودتهم، أحضروا معهم مئات الآلاف من الأسرى الذين باعوهم كعبيد في أوروبا. من السواحل الإفريقية واصلوا الإبحار إلى البرازيل، حيث نشأ مركزهم التجاري. البرتغاليون أسسوا هناك أولى المستعمرات المأهولة فقط بالعبيد. في جزيرة “ساو تومي”، قبالة سواحل الغابون، وجدوا المنتج الأكثر ربحية: قصب السكر. وكان يفترض أن يصبح هذا المنتج الأساس الزراعي لاستغلال العالم الجديد…
قد يعجبك أيضا .. خادمات للبيع : سوق وادي السليكون للعبيد على الإنترنت
في القرن الـ 17 كان على ما يقرب من 7 ملايين من العبيد العمل في قطاع إنتاج السكر. الفرنسيون والإنجليز والهولنديون والإسبان – جميعهم أرادوا تحقيق الأرباح من زراعة قصب السكر. الجزء الثالث – السكر وحركات المقاومة – المكونة من 4 أجزاء يُسلط الضوء على وحشية وفظاعة القوى الاستعمارية..
في القرن السابع عشر، اندلع في المحيط الأطلسي الصراع على إنتاج السكر. الممالك الأوروبية كانت تسعى دوماً إلى مزيد من الثروات. الجشع دفعها إلى إنشاء طرق تجارية جديدة، وجلب عبيد من إفريقيا إلى جزر العالم الجديد، في البحر الكاريبي. بمساعدة البنوك وشركات التأمين، أصبحت تجارة العبيد عملاً منهجياً منظماً، وعمليات الترحيل سجلت أرقاماً قياسية. إذ أصبح حوالي 7 ملايين إفريقي في الأسر، وبالتالي في دوامة عُنف لا نهاية لها. في ظل العبودية، استولت عملية الاتجار بالبشر على مناطق شاسعة، ورسمت حدودها الخاصة، ووضعت قوانينها الخاصة في عالم من العنف، والهوس بالسلطة والجشع والطمع في تحقيق الأرباح. تاريخ العبودية يعود إلى أقدم الحضارات الإنسانية المتقدمة. وفي القرن الـ 7 الميلادي أصبحت إفريقيا مركز الاتجار بالبشر. لقد نشأت شبكة مُرعبة من العبودية امتدت وانتشرت في جميع أنحاء الكرة الأرضية: النوبة، فولا، ماندينكا، سونجهاي، السوسو، أكان، يوروبا، إيغبو، باكونغو، واياو، الصومال – أكثر من 20 مليون إفريقي تم ترحيلهم وبيعهم واستعبادهم، عبر التاريخ. المستفيد من العبودية كانت القوى العظمى في العالم. حجم تجارة الرقيق كان هائلاً، لدرجة أن فهم جميع الآليات كان مستحيلاً لفترة طويلة من الزمن.
20 مليون إفريقي رحّلتهم واختطفتهم القوى الاستعمارية كعبيد. في القرن الثامن عشر، بدأت تنشأ في أوروبا مقاومة ضد تجارة الرقيق. الجزء الرابع – الفصل الأخير ، تُظهر الدور الذي لعبته ثورات العبيد..
20 لطالما كانت إفريقيا محور الاتجار بالبشر. في القرن الثامن عشر، تشكلت في لندن وباريس وواشنطن، مقاومة ضد تجارة الرقيق. بعد انتفاضات العبيد في مستعمرة “سان دومينغو” الفرنسية (هاييتي اليوم)، ونظراً لاستياء السكان المتزايد، أنهت القوى الأوروبية الكبرى تجارة الرقيق عبر الأطلسي في عام 1807. لكن أوروبا كانت آنذاك في خضم الثورة الصناعية، حيث كانت هناك حاجة ملحة للعبيد كعمال. هكذا نشأت طرق جديدة للعبودية وأشكال جديدة من الاستغلال في البرازيل والولايات المتحدة وإفريقيا. والقوى العظمى لم تُحرك ساكناً، بل التزمت الصمت. عندما أُلغيت تجارة الرقيق الشرعية نهائيا عام 1807، كان عدد الأفارقة الذين كانوا في الأسر أكبر من أي وقت مضى. في غضون 50 عاماً، تم ترحيل حوالي مليونين ونصف المليون رجل وامرأة وطفل. وبذلك لم تكن العبودية قد وصلت إلى نهايتها بعد.