الطماطم و الجشع – مزارعو غانا يهجرون أراضيهم
ما علاقة الطماطم بالنزوح؟ إنها كريات في لعبة الروليت للسياسة التجارية العالمية غير العادلة. في الاتحاد الأوروبي و الصين و بلدان أخرى يتم إنتاج بضائع مدعومة و بأسعار زهيدة ما يؤدي إلى تدمير الأسواق و سبل العيش في أفريقيا.
يقوم إدوارد بجني الطماطم. ليس في حقله في غانا، و إنما تحت ظروف سيئة في المزارع في جنوب إيطاليا. تتم معالجة هذه الطماطم و تعبئتها في عبوات و وضعها في حاويات و من ثم شحنها إلى دول مختلفة، من بينها غانا، حيث تنافس قطاع صناعة الطماطم المتعثر. أدى تدفق الواردات الرخيصة من الصين و الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي إلى تدمير قطاع صناعة الطماطم في غانا. يبحث المزارعون اليائسون عن مخرج، على سبيل المثال في أوروبا. فيسلكون الطريق الوحيد المتاح لهم – عبر الصحراء و البحر المتوسط – و يخاطرون بحياتهم. كانت غانا بلداً نموذجياً في أفريقيا: سلام وانتخابات حرة و تنمية اقتصادية. ومع ذلك لا تستطيع مزارعة الطماطم بينيديكتا تأمين احتياجاتها المعيشية إلا لأن زوجها يرسل المال بانتظام من إيطاليا.
يمكن رؤية السبب في بوالوغو: هنا في الصالات الفارغة لمصنع الطماطم السابق لا يزال الموظف السابق فنسنت يتفقد الأمر. لا يستطيع أن يصدق أن المصنع الذي بعث الحياة في المنطقة في السابق، متوقف الآن. لم يعد أحد حول المصنع السابق يزرع الطماطم، لأن السوق انهارت. يحاول مستشار زراعي تقديم نصائح للمزارعين، لكن النصيحة لم تعد تنفع. أحد المزارعين يحزم أغراضه. يريد التحرك نحو أوروبا. في إيطاليا يعيش إدوارد ومهاجرون أفارقة آخرون في مساكن مؤقتة وسط مزارع الطماطم. هم يعملون كعمال مياومة و يجمعون الطماطم بأجور بخسة. وهناك يزرع الطماطم التي تدمر سبل عيش الكثيرين في غانا. في هذه الأثناء في سوق أكرا تقوم البائعات بفرز علب الطماطم من الصين و إيطاليا و إسبانيا. يقول الاقتصادي كوابينا أوتو إنه “التجارة الحرة يفترض أن تخلق رؤى مستقبلية و ليس أن تدمر حياة الناس”.