مقال – لا تحزن
لاتحزن , كلمه نسمعها كثيرا , ربما لتخفيف مصيبه المت بنا , او لطرد حزن مقيم, يقول الدكتور عائض القرنى فى كتابه لاتحزن (ما مضى فات , فتذكر الماضى والتفاعل معه واستحضاره والحزن لمآسيه حمق وجنون , وقتل للاراده وتبديد للحياه الحاضره . ان ملف الماضى عند العقلاء يطوى ولا يروى).
ويقول ايضا (يومك يومك , اذا اصبحت فلا تنتظر المساء , اليوم فحسب ستعيش , فلا امس الذى ذهب بخيره وشره , ولا الغد الذى لم يأت الى الان , فاجعل فيه خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه , لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وابداعك وكدك وجدك , فلهذا اليوم لا بد ان تقدم صلاه خاشعه , وتلاوه تدبر , واطلاعا بتأمل وذكرا بحضور , واتزانا فى الامور , وحسنا فى الخلق , ورضا بالمقسوم , واهتماما بالمظهر , واعتناءا بالجسم , ونفعا للاخرين).
كثير منا يتوقف عند احد محطات حياته لمجرد امر طارئ , تذكر انه مهما بلغت شدته فهو قد فات , وما تزال امامك الفرصه بل الفرص العديده لتصحيح الماضى.
و البدئ فى عمل جديد , وتذكر دائما ان تقول فى اى امر طارئ (لعله خير ) فان كان خير فخير وان كان غير ذلك فلله الحمد لربما هو اخف وقعا من اخر . رجوعا الى كتاب لا تحزن فى احدى الفقرات يقول الكاتب ( قضاء وقدر , ماا صابك لم يكن ليخطئك , وما اخطأك لم يكن ليصيبك , ان هذه العقيده اذا رسخت فى نفسك وقرت فى ضميرك , صارت البليه عطيه , والمحنه منحه , فلا يصيبك قلق من مرض او موت قريب , او خساره ماليه , او احتراق بيت , فان البارئ قد قدر , والقضاء قد حل , والاختيار هكذا , والخيره لله , والاجر حصل , والذنب غفر).
تمر بحياتنا امثله ونماذج معاصره لاناس لم يستسلمو لاحزانهم وماضيهم بل اهتمو بحاضرهم ليسعدو بمستقبلهم .هذه بعضها ولم اذكرها للحصر او االتقدير ولكن لمجرد العلم .
من منا لا يعرف توماس اديسون (Thomas Edison), صاحب اشهر اختراع الذى فتح الافاق لعصر النهضه الحديثه .فى ملفات مطويه من حياه ذلك العبقرى. تجد انه لم يتعلم فى المدرسه سوى 3 اشهر فقط , فقد طرده الناظر لانه وجده طفلا بليدا متخلفا عقليا !! وجد نفسه خارج اسوار المدرسه يبيع الصحف فى السكه الحديد , فكانت الشراره الاولى لتفجير عبقريته هى اهتمامه بالطباعه ومعرفه اسرارها ومن ثم اصبح مولعا بالكهرباء حتى اصبح صاحب الالف اختراع ,المتوجين باختراع (المصباح الكهربى) .
لو سألت احد الاطفال من تحب فى عالم كره القدم , لاجاب بدون تردد (ليونيل ميسى ) , ميسى حاليا هو اشهر لاعبى كره القدم رغم صغر سنه وهو افضل لاعب فى العالم لعامى 2009 و2010 , قد لا نعلم ان ميسى كان يعانى فى طفولته من نقص هرمونات النمو وهو المتسبب فى ضعف بنيانه وقصر قامته الملحوظ , وقد كانت موهبه الملحوظه واصراره على المعاناه والاجتهاد فى التمرين هى ما دفعت نادى برشلونه لضمه و التكفل بعلاجه الذى بلغ 900 دولار شهريا . ومن ثم اصبح ميسى هو انجح صفقه لنادى برشلونه وبوابتها للبطولات والالقاب .
مثالا اخر , كيفانتش تاتليتوغ (Kıvanç Tatlıtuğ) او مهند كما هو معروف لدى معظم العرب , تاتليتوغ هو شاب تركى كان يلعب كره السله ويحلم بالانتقال الى الدورى الامريكى للمحترفين (NBA) لكن سرعان ما اصطدمت موجه احلامه بصخره القدر , حيث اصيب باصابه اوقفت مسيرته تماما فى عالم كره السله , لكن سرعان ما وجد نفسه صالحا للعمل كموديل بعد ان رشحته امه لذلك ومن ثم التحق بالمجال , حتى تم تتويجه كأفضل موديل فى تركيا والعالم لعام 2002 , ثم فتح له ذلك بابا للتمثيل وهو الان من اشهر فنانى تركيا واعلاهم اجرا .
ان الاصرار والايمان بالقدرات هما طريق النجاح .
المصادر
الكاتب : احمد مخيمر