مقال – ظلمة سارك الساطعة
يقولون إنه في يوم صحو يمكن لبصرك أن يجول إلى أبعد الحدود. لكن ماذا عن ليلة صافية؟ سؤال تملك جزيرة سارك (الصورة) الجواب عليه. فإن حدث وحملتك الأقدار إلى هناك ذات مرة، فإنك ستشاهد النيازك، والكوكبات النجمية، ودرب التبانة الممتد عبر الأفق بأكمله. ومنذ فترة طويلة ما فتئت هذه الجزيرة الصغيرة، التي تنتمي إلى جزر القنال التابعة للتاج البريطاني.
بمساحة تبلغ 5.4 كيلومتر مربع، وعدد سكان يناهز 600 نسمة، وليس فيها سيارات أو أضواء عمومية – تشكل قبلة للرصد الفلكي بالعين المجردة. وفي هذا العام صارت سارك أول جزيرة في العالم تحظى باسم “مكان للسماء المظلمة” من قبل “جمعية السماء المظلمة الدولية” (DSA)، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة وغايتها تعزيز سبل القضاء على التلوث الضوئي.
وهكذا تلتحق سارك بنحو عشرة أماكن في شتى أنحاء العالم، معترف بها من قبل هذه المنطمة لالتزامها بالحفاظ على ظلمة السماء الليلية. ويقول ستيف أوينز، وهو عالم الفلك الذي تولى الإشراف على طلب سارك، إن اختيار هذه الجزيرة جاء بعد “اختبار ضوئي” لمدة ستة أشهر أفضى إلى إجراء 30 تعديلاً في الأضواء للتخفيف من توهج برتقالي اللون. وهذا يعني أن عشاق مراقبة النجوم خلال منتصف فصل الشتاء على موعد مع 12 ساعة من الليل الحالك كل يوم. – جيريمي بورلين.
المصدر/ مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية – عدد سبتمبر 2011 (أدهم)