جهود سعود القاسمي في تنمية المهارات البشرية لقيادات رأس الخيمة
التطوير والتنمية ركنان أساسيان لا يمكن الاستغناء عنهما في أي مجال من المجالات، بل هما من الأسباب الرئيسية التي تدفع الأمم إلى القمم بمختلف المجالات، وبالطبع يسمح كلًا من التطوير والتنمية مواكبة التطورات التكنولوجية، لا سيما بعد تفشي العولمة في جميع أنحاء العالم فلم يصبح فرغم وجود الحدود والتخوم إلا أنها تلاشت في تبادل المعرفة والمهارات التنموية والبشرية على حد سواء.
الإمارات تهتم بتطوير قياداتها
ولما كانت التنمية البشرية من الأشياء التي يهتم بها العالم أجمع، لا سيما في السنوات القليلة الأخيرة، واتجهت حكومات الكثير من الدول حول العالم إلى تطوير وتنمية الكوادر والعمالة لديها، بل أهتمت دول على أعتاب التقدم وتريد أن تصل إلى قمة قوائم الدول المتقدمة بتنمية وتطوير القيادات العليا في حكوماتها.
الحقيقة كل ذلك فطن إليه القائمين على حكم دولة الإمارات، وبدأوا في إعداد برامج تطوير وتنمية القيادات، لا سيما إمارة رأس الخيمة بقيادة عضو المجلس الأعلى وحاكم إمارة رأس الخيمة صاحب السمو الملكي الشيخ سعود بن صقر القاسمي، وذلك بتوجيهات وإشراف من صاحب السمو الملكي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقبل الدخول في تفاصيل البرامج تجدر الإشارة إلى شخصية حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي..
نشأة وتعليم سعود بن صقر القاسمي
نشأ وترعرع الشيخ ناصر بن صقر القاسمي بين ثنايا إمارة رأس الخيمة وعشق ترابها، بل أصبح مدين لها بالإخلاص لا سيما بعدما تعلم في مدارسها حتى مرحلة الثانوية العامة، والتي قرر أن ينطلق بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة علوم الاقتصاد والسياسة في جامعة ميشيغان الأمريكية.
وتخرج فيها بتفوق، وبعد مسيرة التعليم المشرفة بدأ مسيرة خدمة الوطن التي كانت عبارة عن تكليف وليس تشريف، وبدأها برأسة الديوان الأميري بإمارة رأس الخيمة عام 1979م، وعقب مرور 7 أعوام ترأس المجلس البلدي لإمارة رأس الخيمة، الأمر الذي كان مرهق جدًا، هذا بالإضافة إلى إدارته لعدد من مجالس إدارات الشركات التابعة لها.
واستطاع القاسمي تحقيق نتائج ملموسة في مجال تطوير الاستثمار وظهر ذلك في تدشين عدد من الشركات المهمة والتي تعتبر عصب لإقامة الدول، وهي شركة الخليج للصناعات الدوائية والمعروفة باسم جلفار، هذا بالإضافة إلى تدشين شركة شركة سيراميك بالإمارة، وترأس أيضًا شركة رأس الخيمة للأعلاف والدواجن.
وكان على قمة قائمة أولويات الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم إمارة رأس الخيمة تطوير وتنمية المهارات البشرية لدى مواطني إمارة رأس الخيمة وذلك من أجل النهوض بالأمارة، والوصول بها إلى مصاف المدن المتقدمة، وكان من بين برامجه برنامج تطوير القيادات العليا.
برعاية القاسمي.. انطلاق برنامج تطوير القيادات العليا
يضع حاكم رأس الخيمة على قائمة أولوياته تنمية الكوادر الوطنية وتأهيل القيادات الواعدة، ويتم تنفيذ ذلك وفقًا لخطط التنمية الشاملة التي تنتهجها دولة الإمارات، والتي ساعدتها على التصدر في مكانة عالمية مرموقة بمجال التنمية البشرية.
ولذلك شهد سعود القاسمي مطلع العام الجاري إنطلاق برنامج تنمية الكوادر الوطنية وتأهيل القيادات، وأكد على أن دولة الإمارات تراهن على الكوادر الوطنية الشابة؛ بغرض تعزيز مكاسب التنمية البشرية الشاملة في كافة المجالات وذلك تحت رعاية رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة دبي محمد بن راشد المكتوم.
تعاون موسع لتنفيذ البرنامج
لضمان فعالية البرنامج وضمان نتائج ملموسة في تطوير الكوادر البشرية حرص صقر القاسمي على التعاون مع عدد من البرامج والمؤسسات الأخرى على رأسهم، برنامج صقر للتميز الحكومي وكلية ثندربيرد للأعمال العالمية في جنيف بهدف تطوير الكفاءة القيادية في الإدارة الاستراتيجية بفندق والدورف أستوريا برأس الخيمة.
جدير بالذكر أن شهد انطلاق البرنامج لفيف من رؤساء ومدراء وموظفي الدوائر المحلية، على رأسهم رئيس دائرة الطيران المدني الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ورئيس دائرة التنمية الاقتصادية محمد بن كايد القاسمي، وغيرهم.
تطلعات سعود القاسمي لنجاح البرنامج
أشار حاكم إمارة رأس الخيمة خلال اللقاء إلى ضرورة تفعيل دور كافة قطاعات الحكومة بدولة الإمارات، بغرض تحفيز ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعدد من الكوادر الوطنية المؤهلة لتولي المناصب القيادية وذلك لمواصلة السير في طريق التطور التي تتبعها حكومة الإمارات بسياستها العامة.
ولفت القاسمي خلال فعاليات البرنامج إلى أن تطور البلاد وتقدمها يبدأ من عند كوادر مؤهلة وقيادات متسلحة بأحدث المهارات البشرية والإدارية؛ لأجل التعامل مع سياسات التنمية البشرية المرجوة.
تفاصيل مهمة عن البرنامج
وحسبما أشار مدير البرنامج خلال انطلاق الفعالية أن البرنامج ينقسم إلى قسمين انطلق البرنامج الأول في مدينة جنيف والإمارات واستمر لمدة أسبوعين، والذي يهتم في المقام الأول بالكفاءة القيادية في الإدارة الاستراتيجية والفاعلية القيادية، بالإضافة إلى أنه ركز على بناء الشركات والعلاقات العامة، فضلًا عن التركيز على الإبداع و الابتكار بالقطاع الحكومي.
فيما تم تصميم البرنامج الثاني وفقًا لمدير البرنامج من أجل القيادات الإشرافية في الدوائر المحلية، ويهتم بتدريب 100 مشرف ورئيس قسم للارتقاء بمستوى الإدارة الإشرافية في الحكومة المحلية واستمر ثلاثة أسابيع.