خلقت جائحة كورونا ما لم يكن في حسبان حتى أفلام الخيال العلمي!
مدن فارغة، مطارات و مدارس مهجورة، رحلات سفر معلّقة و حظر تنقل للمسافرين، مطاعم ومقاه مغلقة، في تجربة عالمية غير مسبوقة بتداعيات لم تكن كلها سلبية، إذ كانت هناك آثار إيجابية، نتعرف هنا على بعضها:
خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2
العمل من المنزل والتباعد الاجتماعي ومنع التماس المباشر بسبب جائحة كورونا قلل إلى حد كبير من مغادرة الناس لمنازلهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، وكان لهذا تأثير على حركة المرور في شوارع المدن.
تعد حركة المرور و استعمال المركبات بكل أنواعها ثاني أكبر مسبب لتلوث الهواء بعد الانبعاثات التي تخلفها الأنشطة الصناعية، كما أنها تمثل ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
إجراءات الحجر الصحي في مختلف أنحاء العالم على خلفية جائحة كورونا، خفّضت تلوث الهواء وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأعلى معدل تم تسجيله في التاريخ على الإطلاق، وذلك وفقا لتقرير في “دويتشه فيله” (Deutsche Welle).
تراجع انبعاثات أكسيد النيتروجين NO2
في شهر فبراير/شباط من العام الجاري، انتشرت صور لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” (NASA) التقطتها أقمار صناعية فوق الأجواء العليا في الصين، أظهرت كيف تراجع مستوى تلوث الهواء هناك بعد فرض الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا.
صور ناسا أظهرت انخفاضا في مستويات أكسيد النيتروجين، وذلك بعد تراجع قياسي في نشاط المصانع الصينية، بعدما أوقف المصنّعون الإنتاج في إطار جهود تستهدف احتواء الفيروس.
وأكسيد النيتروجين هو غاز ضار ينبعث من محركات المركبات والمنشآت الصناعية، وتم رصد مستويات انخفاض أكبر في المناطق القريبة من مركز انتشار الفيروس في ووهان.
قد يعجبك أيضا .. 3 الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض فيروس كورونا
منع وفيات
قال جوس ليليفيلد مدير معهد “ماكس بلانك” (Max-Planck-Institute) للكيمياء لموقع “فيسن.دي.إي” التابع لشبكة “إن.دي.إير” الألمانية (29 أبريل/نيسان 2020) -وفقا لما نقلته دويتشه فيله- “نقدر أنه تم تجنب حوالي 7400 حالة وفاة مبكرة و6600 حالة ربو في مرحلة الطفولة في الأسبوعين الأولين من عمليات إجراءات الحجر”.
وليليفيلد هو أحد مؤلفي دراسة قامت بتقييم البيانات من الأقمار الصناعية ومن أكثر من 10 آلاف محطة قياس في 27 دولة، بما في ذلك دول أوروبية مختلفة مثل ألمانيا وإسبانيا، ولكن أيضا من الصين والهند وتشيلي.
في السياق ذاته، أظهرت دراسة أخرى أن الانخفاض الكبير في تلوث الهواء الناجم عن تدابير الإغلاق من شأنه أن ينقذ حياة 11 ألف شخص في أوروبا، وفقا للدراسة التي أجراها مركز أبحاث الطاقة والهواء ونقلتها “دويتشه فيله”.
في الصين على سبيل المثال، انخفضت تركزات ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة في الهواء 25% و40% على التوالي خلال مرحلة الإغلاق الأكثر صرامة. وأضاف ميليفيرتا “لذلك، يمكن أيضا تجنب المزيد من الوفيات”.
ويعتبر الخبراء أن تلوث الهواء في أنحاء العالم يقلل من متوسط العمر المتوقع 3 سنوات، ويتسبب في 8.8 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام.