برامج متفرّقة من DW (عربية)ثقافات

عصابات النشل و الاتجار بالأطفال في أوروبا

ما هي الآفاق المستقبلية لأطفال ينشأون في بيئة إجرامية؟ النشل في مترو باريس جزء من الحياة اليومية. غالباً ما يقوم به أطفال رومانيين. و في معظم الحالات يكون هذا بتكليف من أهاليهم.

النشل في مترو باريس جزء من الحياة اليومية، و يقوم به غالباً أطفال رومانيون. في حال القبض مرة ثانية، تتولى الشرطة التحقيق. وسرعان ما تُظهر عمليات الاستجواب أن اللصوص الصغار يُسلمون عملياً كامل المبلغ الذي سرقوه إلى والديهم الذين يعيشون بشكل غير قانوني في ضواحي باريس. بعد ذلك يتم نقل الأموال المسروقة إلى رومانيا. أمام المحققين يجلس أطفالٌ أُجبروا على السرقة من قِبَل والديهم المضطرين لسداد ديون شرف لزعيم عشيرة ما.

وهكذا فإن الذهاب إلى المدرسة بالنسبة لهؤلاء الأطفال أمرٌ غير وارد بالطبع. أفراد طاقم التصوير حصلوا على تصريح خاص للقيام بأعمال التصوير، ومرافقة عناصر الشرطة والقضاء أثناء تحقيقاتهم. هؤلاء العناصر استطاعوا كشف منظمة جنائية كاملة وراء عمليات النشل.

اللصوص الأطفال ينطلقون ضمن مجموعات من ثلاثة أو أربعة أشخاص. بداية يستكشفون ضحاياهم، قبل أن يسرقوا حقائبهم ومحفظاتهم وهواتفهم المحمولة بذكاء، ثم يهربون. خلال يوم واحد يُمكن أن يسرق النشال الطفل 800 يورو تقريبا. ويتعين على الأطفال تسليم كامل المبالغ التي سرقوها إلى والديهم الذين يعيشون في ضواحي باريس بشكل غير قانوني ويُجبرون أطفالهم على السرقة.

لكن الأطفال هم فقط الحلقة الأخيرة في السلسلة. فالمحققون نجحوا في تتبّع مسار نقل الأموال المسروقة إلى رومانيا، حيث وصلت إلى أماكن محددة. الأعمال الجنائية هذه تُنظمها عائلات وعشائر في جميع أنحاء أوروبا. انطلاقاً من باريس، يتم إرسال الأطفال إلى مدريد أو بروكسل، أي إلى المكان الذي تكون فيه ظروف النشل ملائمة أكثر.

الفيلم الوثائقي يسلط الضوء على الآفاق المستقبلية للأطفال في هكذا بيئة إجرامية. هل لديهم الفُرصة للهروب من هكذا مصير؟ معظم الأطفال الذين فُصلوا عن عائلاتهم وعاشوا في مراكز خاصة بالأطفال وذهبوا إلى المدرسة، عادوا في نهاية المطاف إلى عائلاتهم.

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى