ماذا يمكن أن نتعلم من الفطريات؟
لا يحتاج الفطر إلى الهواء ولا إلى ضوء الشمس كي ينمو، و يمكنه تحمل الحرارة والبرودة. إن الفطريات كائنات حية جلودة، حتى إن بعض أنواعها قادر على تحمل الإشعاعات الذرية. فما الذي يمكن للإنسان أن يتعلمه من أبحاث الفطريات؟
تعد الفطريات من أقدم الكائنات الحية على وجه الأرض. فهناك أكثر من 120 ألف نوع معروف منها، ويقدر العلماء وجود أكثر من ستة ملايين نوع من الفطريات في جميع أنحاء العالم. فهي توجد في كل مكان – في الطبيعة وفي جسم الإنسان والحيوان.
قد تقدم الفطريات أدلة بشأن كيفية تكيف البشرية تكيفًا أفضل مع الاحتباس الحراري، لأن الفطر نجا من كل تغير مناخي لملايين السنين. و يريد الباحثون استخدام الفطر لبناء اقتصاد مبتكر قائم على أساس بيولوجي بالكامل. في المستقبل القريب سيكون من الممكن تصنيع العديد من المنسوجات و أدوات التغليف و الأثاث وحتى مواد البناء يمكن أن تعتمد اعتمادًا رئيسيًا على الفطر.
ما يسمى بالتكنولوجيا الحيوية الفطرية له منذ فترة طويلة دور مركزي في الصناعات الكيميائية والصيدلانية. فعلى سبيل المثال أصبحت الخميرة مكونًا أساسيًا من مكونات الخبز والبيرة. وتُستخدم أنواع أخرى لإنتاج الإنزيمات والمواد الغذائية والمنظفات والورق والأدوية. ويعتمد البنسلين الهام للحياة في إنتاجه على الفطر العفن. هناك أبحاث لإنتاج جيل ثان من المضادات الحيوية بمساعدة المكونات الفطرية. ومن جانب آخر أصبحت الفطريات أيضا تشكل تهديدًا خطيرًا، ففي السنوات الأخيرة تظهر باستمرار أمراض غامضة تسببها جراثيم فطرية.