طب و صحة

كيف نشأ متحور أوميكرون؟

يسابق الباحثون حول العالم الزمن للوصول إلى أجوبة دقيقة حول خصائص المتحور الأحدث من كورونا “أوميكرون”، وحول منشئه. ورغم أن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن قليلة، إلا أن هناك بعض النقاط الواضحة:

متحور أوميكرون خطير. فبسبب وجود حوالي 50 طفرة في البروتين الشوكي لفيروس كورونا (بروتين سبايك)، التي يستطيع الفيروس من خلالها أن يقتحم الخلية البشرية، ما يجعل اللقاحات الحالية تواجه صعوبة في التعرف على المتحور.

وينجح المتحور أوميكرون في اختراق نظام المناعة في الجسم، من خلال ما يعرف بـ”الهروب المستضدي”، أي عندما يكون الجهاز المناعي غير قادر على الاستجابة للعامل المعدي. وهذا يعني أنه حتى الملقحين يمكن أن يصابوا بأوميكرون.

المتحور الجديد هو معد أكثر، ما يجعل النظام الصحي في البلاد معرضا للانهيار بشكل أسرع. وأيضا الأعراض الخطرة ممكن أن تحدث عند الإصابة بأوميكرون، فهناك مصابون بالمتحور أدخلوا المشافي، كما تم تسجيل أول حالة وفاة.

لذلك تعد اللقاحات الحالية، ومنها الجرعة التعزيزية، مهمة جدا في تقليل خطورة أوميكرون. انتشار أوميكورن السريع يمكن أن يجعله المتحور السائد قريبا حول العالم، ويطغى على متحور دلتا.

نشأ بالتوازي مع نشوء متحورات أخرى

أوميكرون ظهر فجأة، رغم أنه كان موجودا منذ فترة طويلة، ولكنه لم ينتشر، أي أنه نشأ في نفس وقت نشوء المتحورات الأخرى مثل ألفا وبيتا وغاما ودلتا، وليس متحورا تطور عن بقية المتحورات. هذا الظهور المفاجئ يحير العلماء، ويصعب عليهم توقع أي تطور يمكن أن يحدث على مستقبل الفيروس وتحوره.

وتشير الأبحاث إلى أن هذا التطور المتعلق بأوميكرون يمكن أن يكون قد بدأ في مايو/أيار من عام 2020.

أين اختبأ أوميكرون لأكثر من عام؟ ولماذا تأخر في الانتشار؟

ثلاث احتمالات (نظريات) تفسر:

النظرية الأولى: انتشر ضمن مجموعة بشرية منعزلة

منشأ متحور أوميكرون وخصائصه يمكن أن تجيبنا على سؤال الساعة: إلى متى ستستمر هذه الجائحة؟ و أين تختبئ المتحورات القادمة؟
منشأ متحور أوميكرون وخصائصه يمكن أن تجيبنا على سؤال الساعة: إلى متى ستستمر هذه الجائحة؟ وأين تختبئ المتحورات القادمة؟
يمكن أن يكون المتحور قد تطور ضمن مجموعة سكانية منعزلة، وواصل انتشاره منذ ذلك الحين داخلها، بحيث أصيب به السكان هناك وشفي كثير منهم، دون اكتشاف المتحور، وإنما تم التعامل معه كفيروس كورونا عادي. وهذه النظرية يرجها عالم الفيروسات الألماني المعروف كريستيان دروستن، من مشفى شاريتيه البيرليني.

فقد صرح دروستن لمجلة “ساينس” بأنه يرجح نشوء الفيروس في إحدى الدول في جنوب القارة الإفريقية، وليس في دولة جنوب إفريقيا تحديدا. ثم وصل إلى جنوب إفريقيا لاحقا، الدولة التي تجري اختبارات تفصيلية وتحدد أنواع المتحورات، لتكون أول دولة تعلن عن المتحور.

و هناك علماء يستبعدون هذه النظرية، معللين ذلك بأنه لا يمكن للفيروس أن يبقى فترة طويلا محصورا ضمن مجموعة بشرية واحدة.

النظرية الثانية: نشأ في جسم إنسان ضعيف المناعة

ترى هذه النظرية أن أوميكرون نشأ في جسم إنسان ضعيف المناعة، بسبب إصابته بمرض مزمن آخر، أو لأنه يتناول دواء يضعف المناعة. مثلا: مريض بالإيدز. فالمريض ضعيف المناعة يكافح جسمه الفيروس لفترة أطول بكثير، ما يعطي الفيروس وقتا أطول لتطوير متحورات والتغلب على جهاز المناعة.

وهناك باحثون يرون أن مريضة شابة في جنوب إفريقيا مصابة بالإيدز قد تكون هي هذا الشخص. حيث تعاني السيدة من إصابتها بالإيدز، وبسبب ذلك بقي جسمها مصابا بكورونا لأكثر من ستة أشهر. كما أن هناك مرضى آخرين بقيت إصابة كورونا لديهم أسابيع أو شهورا.

النظرية الثالثة: تطور المتحور في جسم حيوان

تحور أوميكرون داخل جسم حيوان، ثم انتقل إلى البشر. هذه النظرية يتبناها عدة باحثين مثل الأمريكيين كريستيان أندرسن ومايك ووروبي.

ما يدعم هذه النظرية هو اكتشاف العديد من القرائن التي تشير إلى أن هناك حيوانات معينة معرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

و هذا هو السبب أيضا الذي يجعل الكثير من العلماء يرجحون أن منشأ العدوى بفيروس كورونا المستجد هو حيوان من مدينة ووهان الصينية.

تابعوا علوم العرب على
زر الذهاب إلى الأعلى