سبر معاني نهاية آية
قال الله تعالى :إنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)
الملاحظ هنا أن الآية الكريمة أراد الله لها أن تنتهي بقوله:” كان بعباده خبيرا بصيرا والتي تحمل من المعاني العميقة الضاربة في اعماق النفس الانسانية ما سنحاول سبرها بحول الله وعونه فيما ابتغينا.
الله سبحانه وتعالى لا يعطي إلا وهو يعلم انك أيها الإنسان المعطى( اسم مفعول ) بضم الميم قادر على حرية الاختيار بمعنى إما شاكرا وإما كفورا ، وهذا ما يوجبه عدل الله تعالى مع خلقه وإذا منع عنك شيئا لعلمه أنك إذا أعطيت ما طلبت فإنك لا تملك حرية الاختيار وذلك لأن الله خبير بصير، وكيف لا وهو خالقك وصاحب الإحاطة المطلقه بأحوالك إذ لو أعطيت بضم الالف أيها الممنوع فإنك لا تملك إلا خيارا واحدا الا وهو الكفر .
ولتوضيح ذلك أكثر نقول إن الإنسان قد يكون سليما وآخر ضريرا أو مشلولا أو أي شيء آخر يخطر ببالك ، نقول هنا لو تبدلت الأدوار مع نفس القدارات السابقة فالجميع لا يملك حرية الاختيار ، لأن كل منهما لا يملك القدرة على الشكر أو الكفر بل هو سبيل واحد الا وهو الكفر .
لأن الله لا يسأل عما يفعل وهو الخبير البصير.
لذلك المؤمن الحق هو المستسلم استسلاما إدراكيا ومعرفيا لقدارات خالقه المطلقة جل جلاله وهو استسلام من عنده العلم ، وبذلك يكون استسلامه محمودا ، وليس كاستسلام مخلوق لمخلوق آخر .
هنا يتوجب علينا استذكار قول الله تعالى عن نفسه رحمن رحيم التي من أحد معانيها أنه عندما يمنع عنك حاجة ففي المنع رحمة عظمى حتى لا تضل وذلك لأنه خبير بصير بقدراتك ويعلم متى تكون تملك الخيار ومتى لا؟ .
هنا يجب طرح سؤال مهم ألا وهو من لا يملك إلا سبيلا واحدا ألا وهو الكفر هل سيحاسب على ذلك ؟
الجواب كما أرى هو :؛
الله سبحانه وتعالى يحاسب من يملك القدرة على الاختيار وغير ذلك فلا يحاسب من لا يملك القدرة على الاختيار وعدل الله يوجب ذلك.
لذلك أيها الإنسان المؤمن يجب شكر الله على المنع إذا طلبت ولم يستجاب لك وإن أعطيت بعد الطلب فيجب الشكر مع السعي لذلك والصبر على هذه النعمة التي تملك فيها خيار الشكر او الكفر .
قد يدور في ذهنك أيها الانسان ولماذا فلان يملك الخيار فيعطى بضم الياء وآخر لا يملك الخيار فيمنع بضم الياء هنا اجتهد وأقول بعد أن (أسأل الله الإصابة في الإجابة ) ارادة الله في الاختلاف الإيجابي بمعنى الاختلاف الذي يعني التكامل مع العدل في الاختلاف باختلاف القدرات وهنا يجب ان لا ننسى أن العدل لا يعني المساواة فالمساواة لمن يمتلك نفس القدرات .
نوضح ونقول الاختلاف رحمة فلا يمكن ان تستقيم الحياة بنوع واحد بل بالاختلاف فالاختلاف يعني التكامل وحاجة الناس لبعضهم البعض وحاجة المخلوق لمخلوق آخر .
من هنا نسطر ونقول بالاختلاف تختلف احتياجات البشر فما ينفع لهذا لا ينفع لذاك
في الختام هذا القرآن الكريم كلام الله وهو أفضل وصف له أنه يهدي للتي هي أقوم لذلك فهو يحمل في طياته دلالات عميقة ففي نهاية بعض الآيات كلمات متسقة مع معاني الآية على سبيل المثال لا الحصر خبير بصير فما على الانسان الا التدبر لسبر معاني هذه النهايات.
الكاتب اخوكم امجد شطناوي
قد يعجبك أيضا .. مقال – جوهر الكون ومركزه الارض (1 )